المرأة... وشبكة التواصل الإلكتروني
تنافست الصحف العربية والعالمية وهي ترصد التغيير الإيجابي للحياة السياسية في الكويت قبل ثلاثة أعوام تزامناً مع التصويت لمصلحة المرأة كجزء من التغيير والإصلاح السياسي، وسجل مايو 2009 عاماً مميزاً لوصول أربع نساء كويتيات إلى البرلمان، وذلك بعد أن خاضت 16 امرأة الانتخابات البرلمانية من بين 210 مرشحين تنافسوا لشغل 50 مقعداً.وهنا لنا أن نتساءل عن العوامل التي ساعدت المرأة على الوصول إلى مقاعد البرلمان إلى جانب توصيل رسالتها إلى الناخب لوجدناها كثيرة منها: الفزعة لتوصيل المرشحات، وقبول الناخب لدور المرأة في المؤسسة التشريعية، لكن أبرزها تلك المتمثلة في "عولمة الاتصال"، أي بروز دور الشبكات الإلكترونية بأنواعها العالمية والإقليمية والمحلية، والتي ساهمت في توصيل الرسالة السياسية والبرامج الانتخابية.
فاستخدمت المرشحات آنذاك الشبكة الإلكترونية للمرة الأولى كوسيلة للإعلان الانتخابي والترويج عن البرامج الانتخابية، والتواصل مع الناخبين من متصفحي الإنترنت، متخطية بذلك تكاليف اجتماعية ومادية أيضاً؛ الاجتماعية تتمثل في صعوبة التنقل بين الدواوين للتحدث مع الرجال، أما التكاليف المادية فتتمثل في طباعة الإعلانات الانتخابية وتوزيعها.اليوم ومع انتخابات 2012 يستمر تأثر سبل الاتصال بالتحديث والتطوير، بل يشمل أدوات جديدة أبرزها "التويتر" بسلبياته وإيجابياته؛ فالإيجابيات تتمثل في التكلفة المنخفضة للإعلان الانتخابي وتصميم "البروفايل" الخاص بالمرشح أو المرشحة، إلى جانب الآراء وردود الفعل التي يتفاعل معها "الفولوارز" والمتابعون، علاوة على إضافته (التويتر) بعداً إقليمياً للمتابعة والتواصل، وذلك عبر اجتذابه لمهتمين من أبناء وبنات الخليج للمشاركة في الآراء حول القضايا الاجتماعية والسياسية، وهو الأمر الذي يضع المهارات في التواصل الإلكتروني متطلباً جديداً للعمل السياسي والاجتماعي. أما السلبيات فتتمثل في دور "تويتر" في الحشد السريع للتضامن مع قضايا أو "فقاعات إعلامية" بغض النظر عن مصداقيتها إلى جانب إصرار البعض على التواصل عبر استخدام الأسماء المستعارة، وبالتالي الخروج عن أدبيات الحوار الراقي. نستخلص من ذلك أنه على الرغم من الأبحاث التي تحذر من سوء، أو بالأحرى فوضوية، التداول المعلوماتي عبر الإنترنت فإن ذلك لم يمنع استفادة الناشطين في مجال المرأة وحقوق الإنسان من المنتديات الرقمية والمواقع الاجتماعية العالمية، ولنا هنا أن نذكر دور موقعي "ساحة الصفاة" الإلكتروني في الإصلاح الانتخابي، و"نبيها خمس" في مايو 2005، في جذب الأضواء المحلية والإقليمية والعالمية إليهما.ورغم انقسام باحثي مجال الاتصال حول تأثر مفاهيم عديدة كالمواطنة والانتماء والقضايا الإنسانية العالمية بالشبكات التقنية والاجتماعية والمنتديات السياسية الإلكترونية، حيث يعتقد فريق منهم أن عولمة الاتصال ستعزز الاختلافات والانتماءات الإثنية، بينما يعتقد الفريق الآخر أن ثورة الاتصال تحقق الاندماج وتذيب الفروقات، فإن ذلك لن يمنع ظهور آليات الاستخدام السليم لأدوات التواصل الاجتماعي والتقني التي ستعزز من برامج تمكين المرأة والشباب معاً من الوصول إلى مقاعد البرلمان... وكل عام وأنتم بخير.