العيد أصبح بلا بهجة، فلا شيء يستجد في العيد هذه الأيام غير اجتماع العائلة الكبيرة، وحتى هذه لم تسلم من تغيب الشباب الذين تعودوا أن يسهروا في ليالي رمضان ويناموا في نهاره... وحتى الملابس الجديدة بالنسبة للأطفال والنساء أصبحت أقل بهجة، بسبب اعتيادهم عليها، فهم في كل شهر أو أكثر قليلاً يلبسون ثياباً جديدة.

Ad

فلم يعد الأطفال ينتظرون الذهاب إلى "الديارف" ولم يعودوا يحسبون الأيام من أجل العيدية... وهكذا أصبح العيد مجرد عطلة يسافر فيها من يسافر وينام فيها من ينام... فرحم الله تلك الأيام الخوالي وبهجتها فقد كنا ننتظرها صغاراً وكباراً على أحر من الجمر.

***

التجسس على الأهل والأصدقاء خيانة ما بعدها خيانة، وعمل لا يمكن أن يوصف صاحبه إلا بأخس الصفات وأحقرها، وهو عمل محرّم شرعاً وقانوناً، ولا يلجأ إليه إلا الأنذال والدونيون من الناس، وما تداولته المواقع الإلكترونية وبعص الصحف المحلية وأهل الكويت جميعاً عبر الوسائل المختلفة من حديث سُجل لرئيس الخطوط الكويتية دون الدخول في تفاصيله وبغض النظر عما دار فيه من كلام يعد جريمة تجسس دنيئة من رجل كان محل ثقة للمتحدث، ولو تم التجاوز عنه فإننا لا نأمن على دواويننا ومكاتبنا وحتى بيوتنا من مثل عمليات التجسس تلك، وتصبح الفتنة في كل بيت وكل دار، ويصبح أمر إطفاء نارها من سابع المستحيلات، وستنعدم ثقة الأخ بأخيه، والصديق بصديقه، وتسقط الأستار، وتكشف الأسرار وتنتشر العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع، خاصة أننا مستهدفون من الأعداء الخارجيين الذين يرصدوننا وينتظرون أي منفذ إلينا حتى يدخلوا من خلاله ويحققوا أطماعهم وينفذوا أحقادهم.

***

ما يحدث في الشام يدمي القلب، ويدمع العين... فالدم العربي هناك يسيل كل يوم على مرأى ومسمع من جميع الرؤساء العرب دون أن يحركوا ساكناً، كلهم صامتون ينتظرون غيرهم أن يقوم بواجبهم... نحن لا نقول لهم أعلنوا الحرب على نظام الأسد ولا نطالبهم بإرسال القوات والجيوش لتحرير الشعب السوري من نظامه، لكنهم يستطيعون إعلان عزل ذلك النظام عن المنظومة العربية بسحب سفرائهم من دمشق وطرد سفراء الأسد من دولهم، وتجميد عضوية سورية في الجامعة العربية، وبهذا ينكشف الغطاء العربي عن ذلك النظام مما يتيح للعالم أجمع أن يتخذ تجاهه إجراءات أكثر شدة وأكثر صرامة، فإن لم يفعلوا ذلك أصبحوا شركاء له في جرمه، وسيلعنهم أبناء سورية الأحرار عندما يحقق لهم الله النصر على من ظلمهم.