عندما فكّرت بحال من «رجّتهم الدنيا» هذه الأيام، تذكرت البيت المشهور للشاعر بندر بن سرور، رحمه الله: يا سخيّف الذرعان ماني بمرجوج       رجّتني الدنيا بغدر وحيله وإني أتخيل أحدهم وقد لجأ إلى أحد الوجهاء وفي يوم بارد كبرودة حظوظهم أعانهم الله، وهو مرتبك ويطرق الباب، ثم تخرج له ابنة الوجيه لتظنه بعد رؤيتها له «مرجوجاً» و«يا سخيّف الذرعان»! كما حدث مع شاعرنا. فلا الرئيس بقي رئيسا ولا النائب أكمل دورته النيابية، ويا ليتها وقفت على الإقالة أو الاستقالة، فلم يسلم بعض موالي الرئيس من حل المجلس، بل اقتيدوا إلى النيابة العامة، وتعثرت حظوظ كثيرة. وكنت أتحدث مع أحد «الشيبان» فقلت له: ما رأيك يا عم فيما يجري بالموالين وجرجرتهم في القضاء، فابتسم ابتسامة ذات معنى، وقال: «يا ولدي عساها توقف عند هذي»، أجبته ما الذي تقصده يا عم؟ فرد «الشايب» الأمي: «يا ولدي ما دام رئيس مجلس الوزراء استقال ورئيس مجلس الأمة أحجم عن الترشح وأصدقاء الحكومة أصبحوا من مكتب وكيل نيابة إلى آخر... ادعوا الله أن يستر على الديرة، ولا يخيب رجاء شعبها وحكامها فيها». رددت عليه: لماذا تحمّل الأمور فوق احتمالها يا عم، فما حدث هو اشتباه معين وتحقق الجهات القضائية في صحة الاشتباه مع المتهمين به، والمتهم يا عم بريء حتى تثبت إدانته؟ ضحك «الشايب» ضحكة ذات معنى، وقال وهو يركز عينيه صوبي: «يا ولدي حتى لو ثبتت براءتهم فقد أصبحوا في عيون الكثيرين قبيضة». كلام مقنع عن مجتمع يتعامل مع التهمة كإدانة ولا تهمه براءة المتهم من إدانته بعدها، فنحن مجتمع الانطباع الأول. إي والله يا عم الله يستر على ديرة أصبح الصوت العالي هو من يقودها، وانزوى عقلاؤها إلى الصمت. إي والله يا عم الله يستر على ديرة أصبحت أحزاب الشر من الطائفيين هي من تلهو بساحاتها السياسية، ولا من يحاسب ولا من يراقب. إي والله يا عم الله يستر على ديرة أصبح المستهتر بأحوال الناس يصنفهم بحسب مزاجه، وهذا كويتي أصلي، وذلك مزدوج، وذلك ليس كويتيا. يا عم رغم ما حدث لا تزال الرحمة والطيب هما الرصيد الذي بإذن الله لن ينضب، ولن ينتهي... وحفظ الله الكويت وأهلها من كل مكروه. * نحيل الذراعين *** بعد إجحام رئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي عن الترشح للانتخابات النيابية أصبح حديث الناس والمتابعين الآن على أن الرئاسة أصبحت بين اثنين في حال نجاحهما في الانتخابات أحمد السعدون ومحمد الصقر. شخصيا أتمنى رئاسة الصقر بلا نقص في السعدون لأن الوضع تغير وأصبحنا في حاجة إلى رئاسة جديدة تواكب المتغيرات الدولية والإقليمية، والصقر ليس غريبا عن السياسة سواء المحلية أو الدولية عموماً وإن غدا لناظره قريب.
Ad