مجموعة من الاستحقاقات المنتظرة التي تواجه سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك؛ وتأتي في مقدمتها إعادة الثقة بالمؤسسة التنفيذية التي واجهت على مر حكومات عدة صعوبات كثيرة عادة ما تبدأ باللحظة الأولى من كل تشكيل نتيجة اعتماد المحاصصة وابتعادها عن الحرفية باختيار الوزراء، مما يترتب عليه جملة من المشاكل تضع الوزير ومعه مجلس الوزراء في وضع المدافع وليس المبادر.

Ad

المسؤولية التي تقع على سمو الرئيس في تشكيل الحكومة ليست بالأمر الهين إلا من خلال اعتماد منهج الكفاءة والنظر بدائرة فيها الكثير من الشمولية، خصوصاً في الوزارات الخدمية للبحث عن عناصر إدارية سبق أن حققت نجاحات مهنية ضمن تخصصاتها العلمية، ولا أظن أن سمو الرئيس تفوته مثل هذه الكفاءات التي يزخر بها هذا الوطن.

وعند الحديث عن التشكيل الوزاري لا بد من التوجه إلى الكتل السياسية والبرلمانية التي دائما ترشح ممثليها، ثم بعد ذلك تتنصل من الوزراء المحسوبين عليها، فإن كان الأمر كذلك فلتترك تسمية الوزراء لسمو الرئيس كاملة ودون تدخل كتجربة تعزز الوحدة الوطنية، وتفتح المجال أمام الطاقات دون محسوبية لانتشال البلد من حالة الركود التي تعيشها.

الإصلاحات المنشودة التي تواجه سمو رئيس مجلس الوزراء كثيرة ومتشعبة لكنها محددة، وتبدأ بتطبيق أسس العدالة، وفتح الملفات العالقة والمتورمة كافة بشفافية تامة تعيد الثقة بمجلس الوزراء، ومنها ملف شبهة الإيداعات المليونية، وملف التعيينات التي لا تقل خطورة من حيث الفساد، والتي نتوقع أن يكون إقرار هيئة مكافحة الفساد بآلية تمكنها من فرض هيبتها على الكل دون استثناء في بادرة تبين صدق الحكومة على انتهاج برامج الإصلاح.

إن اختيار سمو الأمير لشخصكم الكريم هو تكليف وتشريف في آن واحد، سائلين المولى عز وجل التوفيق لكم في نقل الكويت نقلة نوعية تتناسب وطموحات المواطنين، فقطار التنمية يحتاج إلى من يقوده بعد أن ظل يئن تحت وطأة المصالح حتى اختلط الحابل بالنابل كنتيجة حتمية لصراعات تعددت أطرافها، ولم تقتصر على طرف معين، ولهذا أذكركم بقوله تعالى "إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين" (القصص- الآية 26).

من حكم الإمام علي عليه السلام "أجملوا في الخطاب تسمعوا جميل الكلام"، وهذا ما جاء في كلمتكم التي عاهدتم سمو أمير البلاد وولي عهده الأمين "أن أكون خادماً للكويت وشعبها الوفي، واضعاً نصب عيني دستور البلاد وعقيدتها والعمل من أجل الكويت ورخائها واستقرارها، وتلبية تطلعات شعبها وعلى تماسك النسيج الاجتماعي الكويتي والوحدة الوطنية"، فمتى ترجم جميل الكلام بجميل العمل نهضت الكويت.

كلمة صادقة:

نجاح سمو الشيخ جابر المبارك لن يتحقق إلا بتضامن أبناء الكويت خصوصاً أبناء الأسرة، ثم بحل مجلس الأمة وإجراء انتخابات نزيهة تنتشل الكويت من حالة اليأس والشك التي تعيشها. ودمتم سالمين.