في يوم الاثنين الماضي كتبت د. ابتهال الخطيب مقالاً في «الجريدة» تحت عنوان «جوع»، وياله من مقال وياله من جوع، فالجوع الذي ذكرته الدكتورة أوهن أجسادنا ومسّ قلوبنا دون أن يمر على المعدة، وأصبحنا نعاني تليفاً مستديماً بكل مشاعر التفاؤل والأمل، وبات «أنسولين» المثالية كالقصص الخيالية نكررها ولا تحدث لنا، وتحوّل هذا الجوع إلى مجاعة على نطاق واسع اختلفت آثارها على الناخبين، فمنهم من أصابته الغيبوبة الانتخابية وقرر عدم التصويت، ومنهم من قرر أن يكون في سرير المرض بتصويته لمن يغطي دائرة المصلحة الشخصية... «ويصطفل الوطن».

Ad

«زهقنا»... من عبارة «هذا أفضل من غيره»، «زهقنا» من جملة «مَن لا يسرق في هذا الوقت؟ «زهقنا»... من «على الأقل ليس بمرتش»، «زهقنا» من تعبير... «معارضة على الأقل».

كثيرة هي الكلمات والعبارات والمصطلحات التي «زهقنا» منها، ونأتي كل انتخابات لنعيدها ونكررها ولا نجد ما يسكن جوعنا بل نجد ما يزيد من مجاعتنا.

مثلما نعيش في مجاعة ونبتغي بعض المثالية لتسد جوعنا، هناك من يعيش في مجاعة لا علاج لها إلا طائفية مقيتة أو فساد قاتل أو شهرة وسلطان خادعان، وكما قررت الدكتورة ابتهال الخطيب القيام بحرب شعواء ضدهم، فسأكون أحد العساكر في الصفوف الأمامية في هذه الحرب ضد من يدّعون المثالية وتاريخهم السياسي أسود حالك، وسأحاول بكل الوسائل أن أبلغهم بكم الزيف الذي يعتري حملاتهم الانتخابية، وكم الفضائح التي يمتلكونها من اختلاسات وإفلاسات وهمية أعلنوها قبل ترشحهم كي يجمعوا ما يستطيعون لحملات انتخابية من فئة الخمس نجوم.

رغم أني أمتلك 4 أصوات في الدائرة الثانية فإني لم أستطع أن أكمل هذه القائمة الصغيرة منذ أسابيع عدة، ولا يوجد فيها سوى اسم ثابت واحد، وآخر كما الأسنان اللبنية قابل للسقوط منها بأي لحظة بسبب ما يبدر منه، وحقيقة لن أشعر بالحسرة إن كانت قائمتي ناقصة بتاريخ 2-2 ليس لأن الصوت مجاني، بل لأنه أغلى من أن يعطى لمن لا يستحقه، خصوصا لمن يسدد ضربات تحت الحزام ويعتمد على أن الكلمة السيئة التي يطلقها في جولاته المكوكية مُصدقة حتى تُكذّب، وكلام الحق والمديح كذبة حتى يُدلل عليها.

د. ابتهال... ما كتبته كان ملحاً على جروحنا، كان مؤلماً لكن لا بد منه، ومرشحونا الأعزاء إما أن تنهوا مجاعتنا المتعطشة إلى تفاؤل واقعي وأمل حقيقي ونظافة يد لا يختلف عليها اثنان، وتاريخ ناصع البياض، وإما انتظروا ما قد يفعله الجياع.