أول العمود: سأظل أتوق إلى الإجازة خارج الكويت حتى تنجز الحكومة ملف السياحة الداخلية بعد تنظيف الشواطئ من مياه المجاري.

Ad

****

15 صحيفة ورقية يومية، وأكثر من 20 صحيفة إلكترونية كويتية تعجن الأخبار والأحداث نفسها ومن مصادر شبه وحيدة: علاقة السلطتين التشريعية والتنفيذية والصراعات اليومية بينهما، وملف الفساد على اختلاف صوره.

هذا الكم الكبير من الصحف في بلد لا يصنع الأحداث الإقليمية، فضلا عن الأحداث الدولية، بحاجة إلى استقصاء رأي الناس به، إذ يحمل هذا العدد المتزايد من الصحف العديد من المظاهر التي لم تكلف مؤسسة من مؤسسات المجتمع الرسمية أو الأهلية بدراستها، وأي من بين ذلك العدد الذي يحرص المواطن على قراءته من هذه الصحف بشكل يومي؟ وعدد الاشتراكات التي يدفعها سنوياً إلى تلك الصحف، وما إذا كان يفضل الاستمرار في قراءة الصحف القديمة؟ وما هي الصحف الجديدة التي بدأت تنافس بالفعل الصحف الخمس الأولى؟ وما هي الخطوط الفكرية التي أتت بها الصحف الجديدة ولم تكن الصحف القديمة تستوعبها؟

أسئلة كثيرة يمكن أن تكون مجالاً لاستقصاء رأي حول طبيعة العلاقة بين القراء والصحف. هناك بالطبع مسائل مستجدة على الساحة الصحافية وهي جديرة بالدرس والاهتمام ومنها مدى تأثير الصحف الإلكترونية على المزاج الشعبي بحكم تحييدها لعامل الزمن ومتطلبات الطباعة، والتفاعل الحيوي من قبل القراء مع ما تطرحة من أخبار متتالية وتأثير كل ذلك على أداء وجاذبية الصحيفة الورقية، كما يمكن تمحيص ودرس دخول مستثمرين من أبناء الأسرة الحاكمة عالم الصحافة، وتأثير ذلك على توجيه مسار الأحداث أو التفاعل معها بالأحرى، إضافة إلى دراسة أسباب عدم صمود أكثر من صحيفة يومية أمام ماكينة الصرف المالي اليومي المهول لمواجهة المنافسة مع صحف لها شريحة من القراء التقليديين.

نكتب في هذا الموضوع لأنه ساهم في إرباك المجتمع الكويتى وتوتره بصور حقيقية ومصطنعة معاً، ولأن القفز من عدد خمس صحف يومية إلى خمس عشرة صحيفة يعد حدثاً كبيراً في مجتمع صغير.