هذه أختك
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
أين الجريمة أو الاشتباه بها في مثل تلك الحكاية المقرفة، ومثلها مئات الحكايات التي تنشر في صحفنا اليومية؟ هل وجود رجل وامرأة في سيارة بحد ذاته يشكل جريمة؟! وهل يخول مثل ذلك "الوجود" شبهة الجريمة حتى يطلب رجال الأمن البطاقات الثبوتية "للمتهمين"؟ وهل استتب الأمن في الدولة وارتفعت رايات النصر لحزب الفضيلة على ربوع الديرة بعد أن تم اصطياد هؤلاء المجرمين؟! أين حقوق البشر في خصوصياتهم، وأين أضحت كراماتهم في خرافة دولة القانون؟! ما شأنكم يا شرطة الكويت بحقيقة علاقة ذلك الرجل والمرأة؟! شقيقته أو قريبته أو زوجته أو خطيبته أو حتى عشيقته... ليس هذا من شأنكم ولا شأن من ولاكم أن تكونوا "بصاصين" ومراقبين مرعبين على حرياتنا تهدرون أبسط كراماتنا... إذا نحيتم القانون جانباً وتشبثتم بإرثكم الديني فتذكروا حكاية الفاروق عمر حين سمع أن أحدهم يشرب الخمر في منزله فتسلق عمر سور المنزل ليعرف الحقيقة، وحين واجهه المتهم، قال له الأخير إن ارتكبت أنا معصية فقد ارتكبت أنت يا أمير المؤمنين ثلاثاً... فقد قال الله ولا تجسسوا وأنت تجسست، ونهى عن التسور وأنت تسورت... إلى بقية الرواية، التي انتهت بحياء العادل عمر مما فعل وأغلق القضية... فأين أنتم من الفاروق... وأين أنتم بعد أكثر من ألف سنة من مبدأ "دو بروسس"، أي مراعاة حكم القانون في الإجراءات الجزائية؟!قبل سنوات طويلة وفي أيامنا الجميلة التي ولت من غير رجعة في السبعينيات أخبرني صديق عن حكاية نقطة تفتيش في الشارع، وكان صديقي برفقة زوجته حين وقف عند الدورية... وبعد أن قدم صديقي رخصة قيادته سأله شرطي نقطة التفتيش عن السيدة التي كانت برفقته، وما علاقته بها... فكان رد صديقي سريعاً وحاسماً: هذه أختك.