أبوظبي عاصمة الثقافة
بادئ ذي بدء أتقدم بالتهاني و»التبريكات» من مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة حاكم أبوظبي، وسمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهده الأمين، بمناسبة العيد الوطني الأربعين، ونقول لهما «خير خلف لخير سلف».في الثاني من نوفمبر انتقل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى رحمة الله، لم يكن زايد مجرد قائد وطني ملهم، بل كان أيضاً رجل دولة يحظى بتقدير واسع على المستويين العربي والعالمي، وخير شاهد تصريح كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بأن الشيخ زايد «كرس جهوداً حثيثة لبناء الدولة والأمة، فحاز بذلك احترام الشعب لحكمته، وعطائه، وإنجازاته في بناء اقتصاد قوي ومزدهر، كما أكسبته حكمته، وإيمانه العميق بالدبلوماسية، ومساعداته السخية للبلدان النامية، شهرة واسعة تخطت حدود دولته».
حرص رحمه الله، على إيجاد بنيه تحتية سياسية راسخة لدعم التنمية المستدامة في أبوظبي، فأنشأ مؤسسات رسمية لهذه الغاية، بما فيها الهيئة الاتحادية للبيئة، وإلى جانب تأكيده على مسؤولية الحكومة في مجال المحافظة على البيئة الطبيعية، فقد دعا شعبه أيضاً إلى لعب دور مساهم في التنمية المستدامة للمنطقة. كما حاز، رحمه الله، في عام 1995 أرفع جائزة يمنحها الصندوق العالمي للطبيعة في مجال المحافظة على البيئة، وهي جائزة «الباندا الذهبية» ليكون أول رئيس دولة في التاريخ ينال هذه الجائزة.وليست هذه هي الجائزة الوحيدة ولكنها من ضمن مجموعة من الجوائز الإنسانية وغيرها، حتى إنه نال بعد وفاته جائزة «شامبيونز أوف ذا إرث» التي أهداها إلى روحه الطاهرة د. كلاوس ممثلاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، كما أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، جاء ليكمل ما بدأه أبوه، وأكمل البناء على الإرث الثقافي العريق، وصب أغلب الجهود على جعل أبوظبي عاصمة الثقافة، وها هما قطاعا الإعلام والثقافة يمران بمرحلة إعادة تنظيم وبث روح وطاقة جديدتين في إطار عملية نهضوية شاملة، وتأسيساً إلى إرثها الثقافي والحضاري الضارب بجذوره في الماضي، شهدت الإمارات استثمارات كبرى في موارد من طراز عالمي فريد، مما ساهم في توطين أفضل الممارسات العالمية في مناحي الحياة وأنشطتها كافة، وشجع واستنهض المشاركة المحلية في ذات الوقت الذي تم فيه تشييد جسور التواصل بين الشرق والغرب.وبهذا السياق أو المعنى فإن رؤية أبوظبي المستقبلية معنية بالارتقاء بالإمارة إلى عاصمة إقليمية ثقافية... كل هذه الجهود بدأت بالفعل تبلور تألق إمارة أبوظبي وبروزها كعاصمة ثقافية إقليمية، وهي جهود جبارة تستحق الثناء والاحتفاء.