البعض يعرف الفساد بسوء استغلال المنصب لتحقيق مكاسب ذاتية، أما البعض الآخر فيجزم أنه إساءة استخدام السلطة في غياب المؤسسة السياسية الفاعلة، فالفساد واحد سواء كان متمثلا بتجاوزات صارخة للقانون، أو متمثلا بأمور أخرى متعددة.

Ad

وقد أجمعت قبل أربعة أعوام الدول العربية في أحد منتديات جامعة الدول العربية على وضع استراتيجية للحد من الفساد، فجاء في الجزء الأخير من  بيانها الختامي لمكافحة الفساد عام 2007: "على الدول العربية أن تحاول جديا القضاء على الفساد وإصلاح الإدارة الحكومية والمؤسسات المالية والاستثمارية وتعزيز العلاقة بين السلطتين التشريعية والتفيذية لبناء ثقة الشعوب".

و أذكر وقتها إثارة قصة الموظف الذي تعرض لمضايقات انتهت بافتعال قضية لإدانته، وبالتالي فصله من عمله, والسبب كشفه سبل الفساد والرشاوى في إحدى أكبر شركات القطاع الخاص في "شرق آسيا"، حيث تلاعبت المؤسسة بالنظم المحاسبية والميزانية، وذلك  لتتلقى المزيد من المعونات من الطرف الأجنبي، فأخذ موظف على عاتقه الإبلاغ عن التجاوزات, وطرد من عمله مدركا أن السبب يكمن في افتقار المؤسسة إلى القوانين التي تحمي المبلغ عن الفساد، فما كان منه إلا أن أنشأ وزوجته مدونة خاصة للإبلاغ عن قضايا التجاوزات والرشاوى (whistle blower).

خلاصة الأمر أخي القارئ أنه مهما تعددت القراءات لاستراتيجيات التطوير والإصلاح الإداري، ومنها استراتيجية مكافحة الفساد يبقى  الأهم هو تشريع القوانين في فترة التعاون بين السلطات والمؤسسات والالتزام بتطبيقها.

كلمة أخيرة حول منتدى الحوار التعاوني الآسيوي:

ما يميز المنتدى الآسيوي الذي تستضيفه الكويت حاليا, أنه عندما أنشئ عام 2002 غلب عليه الطابع السلمي والعفوي، وبدأ باستيعاب الدول الآسيوية كأعضاء دون شروط واضحة، ولم تعكر أجواءه الآسيوية "أزمات سياسية" إلا ما قل منها، ومن أبرز مشاريعه التعليمية والثقافية تنفيذ مشروع الجامعة الإلكترونية لبناء الطاقات البشرية، وإغلاق الفجوة الرقمية, وتوفير "التعليم للجميع" في المناطق الفقيرة، وتركيز الجهد للوصول إلى الدول الأعضاء كافة.

فالدول تتسابق في عرض منتجعاتها والفرص السياحية لدعوة دول المنتدى إلى الاستثمار فيها، أما الدول المضيفة التي تتبنى تشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة كسنغافورة فقد وجهت إلى أصحاب المشاريع التجارية الصغيرة والمتوسطة من دول الخليج، بالإضافة إلى كاتبة المقالة دعوة للمشاركة عام 2007 بورقة عمل حول سبل تفعيل التعاون بين الخليج وآسيا؛ أي دبلوماسية ثقافية خليجية وآسيوية بامتياز.

أما في النهاية، ونحن نتابع المنتدى عبر الشاشات المتلفزة فقط! فلا يسعنا إلا أن نقول: هنيئا للدول التي تقوم بتسويق قدراتها ومواردها البشرية بشكل إيجابي!