في كثير من المسلسلات الكويتية أجد الابن يصرخ في وجه أهله «ذلفوا»، أي اغربوا، أو يتفوّه بالسباب بشكل واضح وصريح، فلم تعد الدراما أو حتى البرامج التلفزيونية تراعي المشاهدين، ولم يعد يعنيها تأثر الأطفال بهذه اللهجة ذات الألفاظ السوقية، ومع كل أسف تجد المراهقين والأطفال يتأثرون وبشكل سريع بهذا السلوك المشين.

Ad

يتأثر الكثير من الأفراد، إن لم يكن أغلبهم، بوسائل الإعلام واللغة المستخدمة فيها، الكل كبارا وصغارا يتسمر أمام شاشة التلفزيون لاسيما في شهر رمضان الكريم، ومن الملاحظ أن اللهجة المستخدمة في الدراما هي لهجة «سوقية» تحتوي على كلمات السباب، وتحمل الكثير من الإيحاءات المنافية للآداب، حتى برامج المسابقات تحتوي على ألفاظ نابية.

فعلى سبيل المثال في برنامج «طارق وهيونه» الذي يقدمه طارق العلي وهيا الشعيبي على شاشة mbc، وهي مع الأسف واحدة من أهم المحطات في الوطن العربي، تلفظ طارق بكلمة "يالبقرة والخرتيتة" لزميلته هيا، لم يحترم المشاهد ولم يحترم هذا الطفل المتسمر أمام الشاشة والذي من الممكن أن يقلد هذا السلوك، ويتكلم بهذه اللغة مع إخوانه أو حتى أمه وأبيه. وفي كثير من المسلسلات الكويتية أجد الابن يصرخ في وجه أهله "ذلفوا"، أي اغربوا، أو يتفوّه بالسباب بشكل واضح وصريح، فلم تعد الدراما أو حتى البرامج التلفزيونية تراعي المشاهدين، ولم يعد يعنيها تأثر الأطفال بهذه اللهجة ذات الألفاظ السوقية، ومع كل أسف تجد المراهقين والأطفال يتأثرون وبشكل سريع بهذا السلوك المشين، وتجدهم يمارسونه على الخلق أينما وجدوا أو حتى مع ذويهم.

ولكن كيف لي أن أعتب على الدراما ووسائل الإعلام أو حتى البرامج التلفزيونية، وأنا أرى نواب مجلس الأمة الكويتي يتحدثون بلغة الصراخ وقلة الأدب والشخصانية على الملأ مع تمتعهم بالحصانة؟! تلك الحصانة التي تسمح له أن يشوه أذني بسماع أقبح الألفاظ.

بكل أسف، مشكلتنا أنه لا توجد لدينا قدوة تستحق أن نحذو حذوها وتقليدها والمشي على خطاها، والأغلبية باتت تستخدم الصراخ أو لغة الشارع إما لتأجيج المشاعر، وإما لتقليل شأن أحدهم، وإما لتعزيز القبلية والطائفية.

لم يعد للحوار الهادئ العقلاني مكان مع كل أسف، وفي ظل هذا الصراخ اختلت الموازين، ولم يعد هناك احترام للآخر، بل أصبح الكل يحاكم الآخر على معتقداته واتجاهاته، ويكرهه ويصرح بكراهيته، ويقلل من قيمته دون أي احترام، فممثلو الأمة باتوا رمزا لنشر الكره والصراخ والسب والقذف والعنصرية، ومع كل أسف ساهمت الدراما في ذلك!

«قفلة»:

ما يحدث في سورية، من قتل للأبرياء وسفك للدماء، وتجاهل السلطات السورية لكل الضغوط الدولية والعربية الداعية إلى وقف هذه المجزرة، هو أمر محزن! تتواصل أعمال القمع والقتل ولا حياة لمن تنادي، فما يحدث في سورية يحتاج إلى ما هو أكثر من خطاب سياسي، فالأمر بحاجة إلى تحرك دولي جاد، لوقف ما يحدث من ظلم وقتل واعتقالات.