حالة نفسية
لدينا رئيس وزراء رحل ولم يرحل، وعندما رحل صار لنا رئيس وزراء ناقص حكومة، لنكتشف أنه صار لنا حكومة برأسين، وعندما بحثنا عن الحكومة وجدناها ناقصة أربعة وناقصة الجيكر، وعندما تم ترميم الحكومة اتضح أنها ناقصة "محلل"، ولكي يصبح الأمر حلالاً فلابد له من "محرم". وفجأة اكتشفنا أن لدينا مجلساً إلا ربعاً أو إلا ثلثاً. الربع الآخر في النيابة أو في جزر القمر، والأرباع الباقية بين هنا وهناك، وبين هنا وهناك حرف الكاف الكافر كما يقول الشاعر مظفر النواب. عندنا، في الوقت نفسه، مجلس أمة محلول، وآخر شبه محلول منحل أو مختل عقلياً أو جسدياً. أما المحلل فعليه العوض ومنه العوض، محلل كله حرام من رأسه إلى أخمص قدميه؛ فكيف يصبح حلالاً؟ ربع المجلس أو نصفه أو حتى ثلثه، وآاااه من الثلث الغموس. وصفنا ليس مسرحية فكاهية أو مقطعاً من مسلسل لعبدالحسين عبدالرضا، شفاه الله، بل هو وصف حقيقي لما يجري في بلادنا مع خصمي لثلث ما جرى أو ربعه ولا بأس. هل المشهد الذي يجري في دولة الكويت "الشقيقة" كما كان يصفها أحد كبار المسؤولين هو مشهد يتم في دولة تدعي أن لديها حكمة وحكومة تزعم أنها رشيدة ومجلس أمة يدعي أنه موقر؟ الكل ضائع بدون استثناء، والكل يدعي وصلاً بليلى، وعندما تضيع الهيبة التي أضاعها القائمون عليها فما هو الحل يا ترى؟! نطِقْ "البدون" بلا مبرر ونبحث عن أضعف شرائح المجتمع لإظهار هيبتنا، ما أتعسنا، فلا هيبة عادت بل خيبة ثقيلة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.