10 فلوس تحرم مواطناً من حقوقه المدنية وتعطل مصالحه
«شؤون المستهلكين في الكهرباء» تؤخر استخراج «براءة ذمة» له قرابة شهر
"تمخّض الجمل فولد فأراً"... هذه المقولة تنطبق على وزارة الكهرباء والماء ممثلة بقطاع شؤون المستهلكين (فرع الجهراء تحديداً)، لأن من فيها تركوا الحبل على الغارب طوال السنوات الفائتة وأتوا في الوقت الحالي ليشدوا الوثاق في مطالبة المستهلكين ويحرصوا على تحصيل كل المبالغ المستحقة عليهم، حتى وصل بهم الحال بتطبيق القانون والحرص على تحصيل مبالغ الدولة المستحقة على المستهلكين، إلى رفض إعطاء مستهلك براءة ذمة لمنزله الذي ينوي بيعه، لأنه لم يسدد كل المبلغ المستحق عليه، وسدد فقط جزءاً منه بلغ 1428 دينارا، بينما كانت باقي مديونيته الصعبة التي تطالبه الوزارة بها والتي تشكل تهديداً على ميزانية الدولة، تبلغ 10 فلوس، الأمر الذي يجدر بالوزارة أن تعطل أعماله المدنية في بيع المنزل أو غيره، حتى يسدد المبلغ المستحق عليه كاملاً. ويروي المواطن عبدالرزاق العنزي لـ"الجريدة" حيثيات قصته التي واجهها حينما أراد استخراج شهادة براءة الذمة، انه كان متوجهاً إلى قطاع شؤون المستهلكين في فرع محافظة الجهراء، وطلب معرفة المبلغ المستحق عليه لتسديده ومن ثم يحصل على شهادة براءة ذمة مالية من جميع المستحقات المالية عليه مقابل استهلاكه للكهرباء والماء، ليتبين أن مديونيته 1428 ديناراً، فقام بتسديدها كاملة، وطلب منهم براءة الذمة، فأفادوه بأنها لا تخرج إلا بعد 10 أيام ليحصل عليها، لكنه تكرم بإعطائهم أسبوعين حتى ينجزوا تلك المعاملة.وبعد أسبوعين، جاء إلى الفرع ليتسلم الشهادة، لكنه فوجئ بأن أمراً خطيراً حال دون ذلك، وأخّر استخراج تلك الشهادة، ولا يعرفه إلا مسؤول الفرع، فلما ذهب إليه لم يجده، فتمت إحالته إلى إحدى موظفات الفرع، فأخبرته بأن خطورة أمره تتمركز في المديونية الصعبة التي عليه، ولا يمكن حلها إلا بدفع المبلغ المستحق عليه، فانتابت المواطن حالة من التوتر إزاء المشكلة الكبيرة التي يواجهها حالياً، لاسيما أنه دفع في السابق المبلغ الذي عليه كاملا، بالإضافة إلى أن الطرف الآخر الذي ينوي شراء منزله ينتظره ويكرر الاتصال عليه بين الحين والآخر لتحويل المنزل، وبين هذه المشاعر التي عاشها المواطن، قطعت عليه الموظفة أفكاره، بإخباره بأن مشكلته تتمحور في عدم سداد المستهلك كامل المبلغ الذي عليه، فزادت الأمر صعوبة عليه، وشعر بأن عملية نصب تعرّض لها ولم تسدد أمواله، وأضافت الموظفة بأن المبلغ المطلوب هو (10) فقط، فأخرج المواطن فوراً من جيبه 10 دنانير، وأعطاها لها، فأرجعتها إليه وقالت "هل عندك خردة؟"، فرد عليها و"ما الحاجة إليها؟!"، فأفادت بأن المبلغ هو 10 فلوس لا دنانير!!، وعليه أن يدفع ويأتي لأخذ براءة الذمة بعد عشرة أيام أخرى.