البعض بات يدفع النقود ليروج لنفسه، ومن هنا يأتي ربح «التويتر»، عن طريق وجود مواقع تروج لك ناهيك عن الناس التي تدفع مبالغ لأولئك الذين لديهم متابعون كثر للترويج والإعلان لمنتجاتهم ومحلاتهم، جعلت البعض يعيش في حالة نهم دائم للنقود، ويعيش حالة خوف من نقصان أعداد المتابعين ليعيش صراعاً يومياً للإبقاء على متابعيه للاستفادة مادياً.

Ad

لن ننكر ولعنا بـ«تويتر» وفرحتنا بهذه النقطة الحمراء حين تضيء لتبين لنا وجود رد من ناس على تعليق كتبناه، حتى باتت حواراتنا حين نلتقي بالآخرين عن تعليقاتهم والمواضيع التي يطرحونها على "تويتر" الذي أتحاشى أن أطلق عليه كلمة "تغريدة" لأني لا أميل إليها.

بتنا نتعرف على الجانب الآخر من الأشخاص، ولكن هناك فئة لا يستهان بها باتت تبحث عن شعبية وكثرة الأعداد "الفولورز" أي المتابعين له، وأصبح بعضهم عبداً لهذا الموقع، إذ كرس يومه وحياته لكسب أكبر عدد من المتابعين.

وأصبح بعضهم كالبهلوان يستخف بنفسه لتتم متابعته، وآخرون باتوا يحللون ويفندون السياسة ظناً منهم بأنهم فلاسفة عصرهم و"فلتة" زمانهم، وكثير منهم ليسوا سوى جهلة، وهناك من سار مع ركب المعارضة عندما لاقت رواجاً واكتسب آلاف المتابعين، وهناك من ركض مع ركب الرياضة حينما تكون المواضيع الرياضية هي المكتسحة، وهناك من انتهج كل شيء: سياسة ورياضة وثقافة واقتصاد ليكون "ماكنتوش" متحركا!

لا يوجد من هو مطلع على جميع جوانب الحياة، ولكن هناك من يتصنع الاطلاع ويسرق أفكار غيره ويسوّق لنفسه أنه ناشط سياسي، أو بيئي أو غيره، وكم هي سهلة تلك الألقاب حين تطلق على أشخاص لا يمتون للنشاط بأي صلة!

البعض بات يدفع النقود ليروج لنفسه، ومن هنا يأتي ربح "التويتر"، عن طريق وجود مواقع تروج لك ناهيك عن الناس التي تدفع مبالغ لأولئك الذين لديهم متابعون كثر للترويج والإعلان لمنتجاتهم ومحلاتهم، جعلت البعض يعيش في حالة نهم دائم للنقود، ويعيش حالة خوف من نقصان أعداد المتابعين ليعيش صراعاً يومياً للإبقاء على متابعيه للاستفادة مادياً، وأحياناً تنتقل المشكلة من قضية سعي مادي إلى استغلال شعبية أحدهم للتأثير في متابعيه ومعجبيه إن كان شخصية عامة، حيث شهدت الكويت موجات من الفتن السياسية والعنصرية والدينية تم تسويقها عبر هذا الموقع.

"تويتر" سلاح ذو حدين يمكنه أن يفيدك بآخر الأخبار والتطورات في بلدك وفي العالم، وبإمكانه أن يشعل الحروب ويشعل فتيل الطائفية والعنصرية!

أتمنى لأصحاب الشعبية أن يستحقوها بشخصيتهم الحقيقية لا بتصنع، وأطمح أن يقل جشع البعض وقيامهم بالطرق المشروعة وغير المشروعة (كشراء متابعين) حتى لا يصبح الشخص كمن يبحث عن حب لكن بنقود، ويبحث عن شهرة مسبوقة الدفع، لذا بتنا تائهين ما بين الصادق منهم والمتصنع!

قفلة:

تطور التكنولوجيا ووجود مواقع جديدة تكتسح الأخرى كل عام جعلا منّا أشخاصاً مخدرين لكل ما هو جديد، ولست أعلم إن كانت تلك هي لعبة الشركات الكبرى بعقولنا أم أننا بتنا نستمتع بالتواصل مع أشخاص نعرفهم أو لا نعرفهم؟!