الجامع... بن جامع

نشر في 03-12-2011
آخر تحديث 03-12-2011 | 00:01
No Image Caption
 يوسف عوض العازمي سبب الاهتمام الكبير لكلمة فلاح بن جامع شيخ قبيلة العوازم الكريمة، أنها تبرز كأول سابقة في تاريخ الكويت القديم والحديث أن يتحدث شيخ قبيلة كبيرة في الكويت في مناسبة عامة وبخطاب فيه انتقاد واضح وشديد اللهجة وبطريقة غير مسبوقة.

من خلال سماعي لكلمة "بن جامع" احترمت الرجل، لقد كان متساميا عن أمور كثيرة، وتمسك بحكم "آل صباح" وإن كان انتقاده اللاذع وبكبرياء وأنفة، إلا أنه انتقد التقصير في التعامل مع فئة مهمة من فئات المجتمع، من عدة حيثيات، ليس أهمها المناصب.

لا فرق في المواطنة، بين كويتي وآخر، هذا كلام صحيح، ولو تم تنفيذ هذا الكلام واقعيا لما سمعنا صرخة "بن جامع" المدوية.

لن أتحدث عن قبيلة العوازم، فهي وغيرها من القبائل والأسر الكويتية أهل وإخوة، إنما ما تحدث به شيخ هذه القبيلة يستحق التوقف عنده طويلا، لقد كان بن جامع، جامعا للكل وليس متطرفا في رأيه.

رغم حساسية التوقيت، بسبب تزامن كلمة الشيخ مع أحداث "ساحة الإرادة" فإنه كان راقيا في ردة الفعل، وتمنى على أفراد قبيلته الوجود في تلك الساحة، بشكل لا يخل بالأمن ولا الاحتكاك برجال الأمن، وعدم إتلاف المرافق العامة، رغم معارضته الشديدة للنهج الحكومي.

أيضا وفي معنى يتصف بالوطنية، قال إن من يقبض من مال الشعب بالحرام من قبيلته لا يعتبره عازمياً، وأبدى امتعاضه من نواب سابقين من قبيلته بسبب عدم برهم للعهد الذي عاهدوا القبيلة به، وامتدح نواب "قبيلة مطير" الكريمة، في نفس المناسبة، وهنا يبرز الانتقاد البناء والمحاسبة المسؤولة.

من أهم ما جاء في كلمة الشيخ بن جامع، عندما تحدث عن بيته ذي الثلاثمئة متر والذي تزدحم به سبع "عوائل"! لقد وقفت طويلا عند عبارته تلك! الله أكبر... شيخ أكبر قبيلة في الكويت، وهذا سكنه! وهو من يستطيع بإشارة واحدة منه، لأفراد قبيلته، أن يجمع أي مبلغ، من المال يريده لكنها العفة وعزة النفس... لله درك يابن جامع.

أتمنى من الحكومة أن تأخذ بما جاء في هذه الكلمة النادرة، لأن فيها انتقادات بناءة من محب وصديق صدوق، حتى إن كانت لهجتها شديدة، لكن العلاج أحيانا يكون بالدواء المر.

وكانت دعوة القيادة السياسية العاجلة لشيخ العوازم وفي أقل من اثنتي عشرة ساعة من إلقاء كلمته تصرفا محمودا ودعوة لها مجراها السياسي والاجتماعي، وهذا الذي يجعلنا نطمئن بأن بلادنا في أيد أمينة، وتتصرف مع الأحداث بحسب أهميتها، فحفظ الله أميرنا الغالي وولي عهده الأمين، وسدد على طريق الخير خطاهما.

وأيضا كان لقبول استقالة سمو الشيخ ناصر المحمد، وتكليف الشيخ جابر المبارك بالوزارة الجديدة، دلائل تدل على حكمة سمو الأمير، ومراعاته للأجواء السياسية المحلية، واستجابته لرغبات شعبه الوفي.

أسأل الله عز وجل أن يوفق سمو الشيخ ناصر محمد الأحمد في حياته المستقبلية، وأن يكون الشيخ جابر المبارك الصباح خير خلف لخير سلف، وهو ما أظنه فيه، فنعم الاختيار، ونعم الرأي.

back to top