بعد الأحداث الأخيرة والحراك السياسي النشط قبل استقالة رئيس الحكومة السابق، طرأ تغيير إيجابي- بغض النظر عن مدى تأثيره- من قبل الشباب الناشط من أبناء القبائل، حيث لأول مرة تظهر إلى العلن أصوات رافضة لرأي أمير القبيلة أو شيخها علناً، خصوصاً أن هذه الآراء كانت من شباب كان قد شارك في جريمة الانتخابات الفرعية سابقاً، ومما لا شك فيه أن حكم المحكمة الدستورية بتجريم «الفرعيات» كان له أثر في تحرك مجاميع شبابية أكبر للوقوف ضد «الفرعيات» أو حتى «التشاوريات» لمن يرغب في تجميل الاسم. لكن الغريب أيضاً أن نرى بعدها من يشكر النواب الذين أعلنوا رفضهم لخوض هذه «الفرعيات» فأصبحوا فرسان القانون وحماته، وقد تناسينا كعادتنا أنهم هم أنفسهم من خاضوا غمار الانتخابات الفرعية في الدورة الماضية على الرغم من وجود قانون تجريم «الفرعيات» في ذلك الوقت. وتحول الموضوع من احترام قانون موجود أصلاً إلى بطولة وشجاعة لا تضاهيها شجاعة، وأصبح «تويتر» أيضاً مكاناً للمجاملات الاجتماعية ووضع البعض «هاشتاق» خاصا للشكر والمديح، ووابلا من أبيات الثناء لمن تبنى هذا الموقف، على الرغم من كونه- أكرر مرة أخرى- احتراماً لقانون موجود لا أكثر. للأسف أصبح تطبيق القانون هو الاستثناء وخرقه هو القاعدة، ومن لا يكسر اللوائح والنظم بات يفتخر بهذا الشيء لأنه شيء خارق ولا يستطيع عليه الجميع، وهذه الظواهر كلها ليست إلا مؤشرا لحجم الفساد المنتشر بين أوصال هذا الوطن. وإذا استمرت هذه الحال، فأنا أطالبكم جميعاً بتوجيه الشكر لي لأني ضد السرقات، وأعلن موقفي صراحة أنني ضد تخطي الإشارة الحمراء، كما ألفت نظر حضرات القراء إلى أن موقفي هو ضد القتل العمد ومع تطبيق قوانين الجزاء... نهاية، أرجو من الذين يمتلكون الموهبة الشعرية بكتابة قصيدة مدح وثناء لما قمت به من عمل وطني برفض الفساد وموافقتي على تطبيق القوانين... وشكرا لي.
Ad