الكتب القاتلة
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
أما إذا كان الشاب ضحية لشيء ما فهو مثل الكثيرين من شباب الإسلام الذين يقعون فريسة الكتاب الأوحد وتوجيه الداعية الأوحد أو من سار في ركبه. الشاب كان ضحية قراءة تاريخية تم تأويلها بعيداً عن أصل الدين تتمثل بحكاية فرسان الهيكل. وهم مجموعة من الفرسان كانوا يصاحبون الحملات الصليبية ويدافعون عنها ضد المسلمين حين تعبر البلاد الإسلامية. وتوسع ثراء فرسان الهيكل من الهبات التي يأخذونها من البسطاء كحماة للصليب، ولم ينته أثرهم إلا بعد قرنين من الزمان حين حاكمهم ملك فرنسا بتهم البصق على الصليب واللواط. ذلك التاريخ الحقيقي لفرسان الهيكل تحول الى أسطورة مغايرة لواقعهم على يد صناع السينما في أفلام مثل "شفرة دافنشي" "وآخر فرسان الهيكل"، حيث تم تصويرهم وكأنهم حاملو المعرفة المسيحية وسر السيد المسيح.على الجانب الآخر وقع الشاب تحت تأثير مجموعة من الكتّاب الذين يرعبون المواطن الأوروبي بزحف الإسلام إلى قلب أوروبا ويصورون شوارع باريس ستغص بمحلات اللحم الحلال ومقاهي الشيشة، ويصعد إلى قمة السلطة في أوروبا رجل مسلم يجبر جميع نساء أوروبا على لبس العباءة والحجاب. ولهذا كتب "المجنون" بريفرك قبل أن يرتكب جريمته مانيفستو من 1500 كلمة بعنوان (2038: بيان الاستقلال الأوروبي) مستوحى في أفكاره من أفكار كتاب أوروبا الذين أخرجوا مصطلح "أوريبيا"، وهو تعبير يمزج بين أوروبا والعرب. لم يكن مانيفستو السيد بريفرك سوى مقتطفات من منشورات لكتاب لا أستطيع القول إنهم نادوا باقتلاع الإسلام والمسلمين من أوروبا، ولكنهم صرحوا بخطورة الإسلام في أوروبا على الحياة الأوروبية، وتركوا المهمة للسيد بريفرك وأصحابه من فرسان الهيكل الجدد الذين يحاولون أن يعيدوا الحياة لهم كما توحي لهم الأسطورة لا الحقيقة.سأذكر هنا مجموعة من الكتّاب الذين اهتمّوا بموضوع انتشار الهجرة الإسلامية إلى أوروبا واهتم بهم القاتل وتبنى أفكارهم في بيانه. بروس باور صاحب كتاب "فيما أوروبا نائمة"، الكاتب الكندي مارك ستين وكتابه "أميركا وحدها: نهاية العالم كما عرفناه"، كتاب "لندنستان" لميلاني فيلبس، والكثير من الكتب التي تكتبها الأقلام الشرقية محذرة من خطر انتشارها.