لا يأخذ من «الربع» أو المصمم العربي سوى دقائق حتى يتم انتقاؤه والطيران به إلى المطبعة، ومن ثم وضع الخلفية التي تتأنق بمجسم لمجلس الأمة أو ألوان علم الكويت، وطبعاً تأتي تلك الصورة التي استعد لها المرشح بسبع إلى ثماني بروفات: واحدة بابتسامة والأخرى «جد شوي» والثالثة بنظرة إلى الأفق، وهكذا. وطبعاً كان قبلها عند الحلاق الذي نذر نفسه على ألا يدع شعرة تشذ عن أخواتها إلا قطع دابرها.
الشعار الانتخابي، وكما ينقل لنا خبراء علم النفس والاجتماع والقيادة يختصر حملة المرشح الانتخابية في جملة لا تتعدى ثلاث كلمات إلى أربع على أكثر تقدير، وفي نفس الوقت يحمل التزاماً ببرنامج انتخابي لا يخرج عن هذه الكلمات. وبعكس ما نراه في شهر يناير من شعارات لا تضيف إلى قناعة الناخب الكثير بسبب أن معظمنا قد حسم رأيه قبل حل المجلس السابق، فإن الدراسات تقول إن الشعار يحمل 20% من نسبة النجاح في الدول المحترمة. فالإخوة والأخوات المرشحون يتسابقون إلى شعارات أقرب ما تكون إلى الهزلية، فأغلب ما تقع عليه عينك يذكر الكويت وكلمة بعدها وأحياناً قبلها، وقد تتوقع بقية الشعار من مجرد رؤية الكلمة الأولى، والأظرف أنك تجد أكثر من مرشح يرفعون نفس الشعار، لا نلومهم فهناك ما هو أهم كالضمانات والزيارات و«المبادل»، والهدايا، وشراء «الأوادم» قليلي الذمة.لو ذهبنا إلى أميركا لنتعرف على طريقة تعاملهم مع الشعارات لرأينا التركيز على عراقة أميركا وتصدرها للعالمين وازدهار خدماتها، ففي بداية القرن الماضي وتحديداً في العشرينيات كان شعار مرشح الرئاسة «دجاجة في كل صحن غداء ومرآب لكل سيارة» تلك كانت الرفاهية في ذلك الوقت، بينما تطورت الشعارات في عهد نيكسون الذي اختار «إلى المستقبل» وقد كان لأميركا ذلك. جاء بعده بسنوات المرعب والرهيب في كل شيء ريغان، وكان شعاره «إنه الصبح يا أميركا»... راق جداً ومبتكر... أليس كذلك؟ أما كلينتون الذي كان على أعتاب القرن الحادي والعشرين فلم تمر هذه المناسبة دون أن يستلهم منها ما يريد، فاختار «لنبنِ جسراً إلى القرن الـ21».جاء أخيراً أوباما الذي ابتكر شعاراً يناسب المرحلة والاحتياج ولون البشرة أيضاً... تذكرونه «التغيير الذي نريد»... الشعار مدفون كما يقول محبو «القلطة».ولنأخذ اليابان التي استخدم سياسيوها لغة عنيفة إلى حد ما، فالشعارات تذهب إلى «استعادة صلاحية اليابان» وهذه قاسية جداً، إلى شعار غريب كأن يقول المرشح «أرواح الناس في خطر»، وكأن هناك خطرا حقيقيا يداهم هذا الشعب، ويأتي الأخير «ليخربها» فيقول «اليابان بحاجة إلى التغيير» أتمنى ألا يكون يقصد تغييرها إلى دولة عربية.ولنختم بالشباب في البرازيل، فكما أن الشعب من أكثر شعوب العالم لهواً وفقراً وقلة اهتمام، فإن السياسيين ليسوا استثناءً، فأحد المرشحين استخدم شعار «أنا لا أعلم شيئاً»، ويأتي الأكثر دبلوماسية من الأول فيختار «عليك بالسلب... لا تقتل»، وكأن هناك أولوية لدى السادة المجرمين.أما أفضلهم على الإطلاق فهو عضو برلماني حالي أراد أن يدعم صديقه المرشح لرئاسة بلدية إحدى المدن فقال «انتخبوا فرناندو، إن لم يعجبكم... فلا تنتخبوني مستقبلا»... «خووووش» صديق.كل انتخابات وأنتم أحرار في اختياركم.
مقالات
لوغو
14-01-2012