أحب عملك ٢ !
ها نحن نعود من جديد لاستقبال عطلة أو إجازة قصيرة بغية أخذ قسط من الراحة، لنعود بعدها بكل نشاطنا وحيويتنا لمباشرة أعمالنا التي لا مفر منها بروح معطاءة، حيث إن كل الخير في العمل.الإنسان مجبول على الكدح والضرب في الأرض ليقتات منها؛ فالرزق لا يسقط من السماء دون عمل وكدح. حتى المطر، وهو أعظم رزق، لا ينزل إلا بالدعاء والتضرع والاستسقاء، وهذا يندرج تحت العمل، لذا فعلينا نبذ كل مَن يدعو إلى التخاذل عن العمل، وذلك يكون بيد رب العمل، بحيث يكون جميع العاملين لديه سواء، فلا يحابي شخصاً على آخر بسبب قرابة أو طائفة أو مركز اجتماعي أو اقتصادي، فحين يتأخر قريبه أو من يميل إليه يصفح عنه بينما موظف آخر لا يحبه «يريه الويل»... فهذا يسبب مقت بعض المجدين للعمل نفسه، رغم نشاطهم وحبهم له، فإنهم حتما سيتخاذلون ويكرهون أعمالهم عندما يرون تلك التفرقة.
وقس هذا المثال على أعلى مراكز الدولة، حين يكافأ الخامل والكسول دون وجه حق، ماذا سيحدث في تلك المؤسسة؟ فما يحصل من أوضاع مزرية في البلد سببه باعتقادي عدم المساواة وعدم إعطاء الحقوق وانعدام العدل. والحل الأنسب من وجهة نظري لعلاج الغيابات والتأخيرات عن العمل، وضع قانون يمكن تسميته «الترغيب والترهيب»، فيتم مكافأة الموظف شهريا مكافأة نقدية باحتساب مرات حضوره للعمل مبكراً عن الوقت المقرر واحتساب الأيام التي داوم فيها دون تغيب بحيث تصرف له تلك المكافأة مقابل التزامه.والعكس في الترهيب، بحيث يتم الخصم من راتب الموظف المتأخر عن الدوام ثلاث مرات، وكذلك يتم خصم يوم إضافي للغياب بدون عذر، وهكذا سيشعر المتغيب بالتوتر حيال الراتب مما يضطره للالتزام بالعمل.هنا أركز على دور مدير العمل في ألا يحابي شخصاً على آخر، وليتذكر قول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في الشفاعة للمخزومية: «لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها»، فلنتقِ الله في أعمالنا، وعلى كل رب عمل أن يتقي الله في معاملة موظفيه بالحسنى، وليراعِ الله في اللقمة التي يطعمها لأبنائه.