أصنام في الكويت
![د. ابتهال عبدالعزيز الخطيب](https://www.aljarida.com/uploads/authors/991_1667658654.jpg)
طبعاً موجودة هذه الأصنام، تخلو من الخلق الإنساني الرفيع ومن المشاعر الإنسانية الطبيعية كالخوف والقلق وتعذيب الضمير. تقف ناتئة الوجه كريهة المعالم. ففي حين يتساقط البشر، من لحم ودم، تحت آلات التعذيب السوري والقمع البحريني، تنتصب تلك الأصنام مهللة، ويا سبحان من أنطقها، مهللة للدم. هؤلاء يدافعون عن الإجرام السوري وعن مؤيديه، ناصبين المزيد من الأصنام باسم المذهب والعمامة، فوق أشلاء ودماء البشر، وأولئك يعتمون على النهج البحريني، يصمتون عن القتل والانتهاك في شوارع المنامة، ناصبين أصناماً من نوع آخر باسم المذهب واللحية، مفوضيها لمحاربة عدو إيراني حتى تقرير ملك البحرين نفى وجوده. أصنام مرعبة عاتية التصخر، تتراطم في مجلس أمتنا الذي وضع لبناته الفكرية أجدادنا الأحرار الشرفاء، فيتشظى فتاتها مخترقاً أجسادنا جميعاً من الدعية والقادسية إلى الخالدية واليرموك وصولاً إلى القصر والجهراء ثم إلى الصباحية والفحيحيل. الناس تموت في سورية، وتقمع في البحرين، ونحن هنا، نمعن في تعذيب أهلنا البدون ليس فقط بالعنصرية القميئة، ولكن باللامبالاة التي هي أكثر حرقاً من أي نار أخرى، نحن هنا نتشظى عوضاً عن أن نتكتل، فنرسل الشظايا لقتلى سورية ومعذبي البحرين ولا ننسى أنفسنا وبعضنا بعضا، والأقربون أولى بالشظايا.أصنام؟ والله صدقت يا "بوعبدالله"، الأصنام ملأت البلد، والكفار المرعبون، مثل هؤلاء الذين يظهرون في مسلسلات رمضان، مشعثي الشعر واللحية، معفري الهندام، يجوسون فيها، يتعبدون الأصنام، يعذبون الفقراء، يدسون الدسائس، يفرقون المسلمين، وينشرون النميمة. أضم صوتي لصوتك، على الحكومة أن تضرب "بفعل" من حديد، وعلى الشعب أن يرفض بلسان من حديد، ألا لعن الله صانع هذه الأصنام، وبائعها وشاريها وناصبها. فنحطمها قبل أن يتشظى كل ما بقي فيها، فتخترقنا جميعاً، فنتسمم جميعاً، ونموت ببطء كل يوم.فلنحطم الأصنام.