ما جابت ولد
![أحمد العويد](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1484923394243428600/1484923447000/1280x960.jpg)
أُوحي إليّ هذا المشهد, عندما قرأت كتاب الدكتور خليفة الوقيان, «الثقافة في الكويت» عندما أنشئت مدرسة المباركية 1911م, وكيف أنها آنست أهل الكويت آنذاك دون سواها, واكتفوا بها ولم يبادروا لإنشاء مدرسة أخرى, وعندما عرض الشيخ عبدالعزيز الرشيد صاحب فكرة مدرسة «الأحمدية» اقتراحه بإنشائها, في اجتماع عقده مع مجموعة من المثقفين, في ديوان السيد خلف النقيب. ناقش المجتمعون موضوع تعثر التعليم, والمدرسة المباركية, وخاصة معارضة علماء الدين تعليم اللغة الإنكليزية والعلوم الحديثة «الانغلاق», معللاً اقتراحه بقوله: «ليش إحنا نختلف كل يوم مع جماعتنا, وليش إحنا ما نؤسس مدرسة ثانية». ويشرح الشيخ يوسف بن عيسى, الأسباب المُحرضة لإنشاء مدرسة الأحمدية 1921م, بقوله: «لما ولي الحكم المرحوم الشيخ أحمد الجابر, طلب مني إصلاح المدرسة المباركية, وكان في ذاك الوقت يدرس فيها تجويد القرآن, ومبادئ القراءة والكتابة, والحساب والفقه», ثم يقول «فوافقته على ما أراد بشرط ألا يتدخل أعضاء المدرسة في منهج التعليم, لأني تحملت معهم المشاق حين كنت ناظراً عليها. فقال لي: تذاكر معهم بالذي تريد, فعرضت عليهم إدخال العلوم العصرية واللغة الإنكليزية فلم يوافقوا, فكرهت إعادة الشقاق بيني وبينهم, ولهذا أعرضت عن المباركية, وتذاكرت مع بعض وجهاء الجماعة, في محل السيد خلف النقيب, فأشار المرحوم عبدالعزيز الرشيد بأن ندع المباركية على ما هي عليه, ونشرع في تأسيس مدرسة على ما نريد, فاستحسن الحاضرون ما أشار به».ونحن كذلك مشكلتنا تكمن في الانغلاق, والاكتفاء بالحرس القديم وعدم تجديد الدماء, الشيخ عبدالعزيز الرشيد وجد حلاً بإنشاء مدرسة أخرى, ولكن نحن ماذا نفعل؟!مخرج:العقلاء يكيفون أنفسهم مع العالم، أما غير العقلاء فيحاولون تكييف العالم مع أنفسهم، وإن التقدم برمته، بناء يعتمد على غير العقلاء.«جورج برنارد».