وثيقة لها تاريخ: قلبان عذبة لليعقوب وبوشعوم للمقهوي وقميضة للوقيان
في الحلقة الماضية ذكرنا أن القلبان (جمع قليب وهو بئر الماء) كانت تسمى أسماء حسب طبيعة تربة القليب، أو موقعه، أو مائه، وذكرنا مثالاً على ذلك قلبان الرميلة واللقّاف وهي من أملاك أسرة الهويدي.ومن الأسماء الأخرى التي حفظت أيضاً قلبان السدة لعدة أسر منها الهويدي والبسام، و"عذبة" لأسرة اليعقوب، و"بوشعوم" لأسرة المقهوي، و"قميضة" لأسرة الوقيان، وغير ذلك.
وفي حلقة اليوم ننشر وثيقة تاريخية تشير إلى قلبان انتقلت ملكيتها من شخص إلى شخص، بدءاً من المرحوم بدر بن منصور الخرقاوي وإخوانه الذين باعوا عام 1343هـ، الموافق عام 1920م، قلبانهم المسماة "البْحَرَة" و"أمهات عنز" للمرحوم عبدالعزيز بن دعيج (راعي السبيل المعروف) مقابل 170 روبية.واستمرت ملكية هذه القلبان بيد ابن دعيج إلى عام 1357هـ، الموافق عام 1934م، حيث بيعت للمرحوم عبدالرزاق بن وهيب، الذي باعها عام 1371هـ، الموافق 1948م، للمرحوم راشد بن صالح الضرمان. وثمنت الحكومة هذه القلبان لأسرة الضرمان عام 1958 بمبلغ 81666 روبية. وإليكم نص الوثيقة الأولى، وتاريخها 24 رجب عام 1343هــ، الموافق 1925م: "الحمد لله سبحانه،،،حكمت بصحة البيع وأنا العبد الفاني عبدالله بن خالد العدساني،،،السبب الداعي إلى تحرير هذه الأحرف الشرعية، هو أنه قد باع بدر بن منصور الخرقاوي، أصالة عن نفسه، وباعت سبيكة بنت منصور الخرقاوي أصالة عن نفسها، وباع عبدالرحمن بن سليمان بن رباح بتوليته على القاصرين، وهم هيا وشريفة أولاد منصور المذكور، وباع قاضي الكويت الواضع اسمه وختمه على الكتاب عن لطيفة بنت منصور المذكور، الغائبة عن البلد، الجميع باعوا على حامل هذا الكتاب عبدالعزيز بن دعيج، وهو أيضاً قد اشترا منهم ما هو ملكهم وهو القلبان في الشامية المسماة البحرة، المحدودة قبلة أمهات عقرب، وشمالاً الجرشة التي بينه وبين سعد بن هبلة، وشرقاً الدرب الذي يفيض على شمعة، وجنوباً الجرشة التي تسيل أمهات عنز، والقلبان المسماة أمهات عنز، المحدودة قبلة حبس المار، وشمالاً القلبان التي في البحرة، وشرقاً خر فهيد، والدرب، وجنوباً الجرشة إلى الصيهد. اشترا عبدالعزيز المذكور من البائعين المذكورين القلبان المحدودة بهذه الحدود بثمن قدره وعدده ماية وسبعين ربية، وسلم الثمن بتمامه وكماله المشتري عبدالعزيز المذكور بيد البائعين بدر، وسبيكة، وعبدالرحمن، وقاضي الكويت المزبورين، قبضوه بالوفا والتمام، فكان بيعا صحيحا، شرعيا، فبموجب ما ذكر صارت القلبان المبيعة المذكورة مالا وملكا للمشتري عبدالعزيز المذكور، يتصرف فيها بما شاء.حتى لا يخفى، تحريرا في 24 رجب سنة 1343هـ".وقبل أن أختم هذه الحلقة، أود أن أشير إلى أن قلبان الشامية نوعان: القلبان الفوقيات، والقلبان الحدريات. أما الفوقيات فهي القلبان التي تقع في ضاحية عبدالله السالم الحالية، ومعظمها قلبان أسرة السهول، وتتركز في المنطقة المحيطة بإدارة الصحة المدرسية، وأما الحدريات فتقع في الشامية، وهي ملك عدد من الأسر، وتتركز في منطقة ثانوية الجزائر، وما حولها، كما توجد قلبان بالقرب من الصيهد وكذلك دروازة الجهراء.