ربيع بصناعة كويتية
هل سيفعلها الكويتيون؟! هل سينتجون ربيعهم الخاص؟! ووردة جمالهم الخاصة؟!
بعد الأحداث الأخيرة من استقالة الحكومة السابقة وتشكيل حكومة جديدة، وحديث شبه مؤكد حول حلّ البرلمان، هل ستحمل لنا الأيام القليلة القادمة ربيعاً عربياً بنكهة كويتية ومذاق «صوت» أصيل بطعم تلك الأصوات التي شدا بها عوض دوخي مثلاً؟! ربيع لا يشبه أي ربيع عربي آخر ربيع بلا دماء بلا دخان بنادق ولا جثث أطفال ولا مدارس خالية من الطباشير وملأى بخراطيش الرصاص، بعد أن تحولت تلك المدارس إلى ثكنات عسكرية إما للثوار أو لحرس النظام، ولا سجون تكتظ بالمعارضين ولا «شبيحة» أو «بلطجية» أو «عصابة مَقْيَل»! هل نحن أمام ربيع حقيقي لا يحمل سوى الشذا وعبق الزهور؟! ربيع بصناعة كويتية خالصة، فيه من روح أهل الكويت الأصيلة الرائعة المحبة للسلم والسلام فيه من جمال أنفسهم المتآلفة مع جمال الحياة، والمنفتحة على كل النسائم العذبة، نعم... حدثت بعض العواصف التي لم يعتدها الطقس الاجتماعي الكويتي وبعض الرعود المدوية التي أزاغت القلوب المرهفة ولكن ما بعد ذلك، هل سيأتي الربيع الطلق يختال ضاحكاً؟! أم سيأتي دامي الجسد، منهك القوى، كارهاً لأسراب الفراش كما حدث ويحدث في بلدان عربية عدة؟! الكويت رغم صغر مساحتها فإنها كانت ولسنين طويلة رائدة في مجالات كثيرة، مقارنة بمحيطها الإقليمي، ولطالما ابتكرت دروساً عظيمة جديرة بالاقتداء من قبل أخواتها الأكبر منها عمراً ومساحة وعدداً، فهل ستعود الكويت لممارسة هوايتها المحببة في إعطاء الدروس للآخرين؟! أم ان الكويتيين أضاعوا جوهرهم، ولم يعد لهم صلة بأولئك «النواخذة» أجدادهم، القادرين على قهر أشد العواصف بسفنهم الشراعية وزنودهم العارية السمراء، والعارفين مسالك البحر والوصول بكل ثقة وعزيمة إلى مواطن «الهيرات»؟! هل نحن أمام درسٍ آخر جديد من أبناء الكويت في فن السياسة؟! أم نحن أمام أيام قادمة لا تعدو عن كونها استمراراً لمسلسل استنزاف الدموع على الكويت الحبيبة؟! هذا المسلسل الذي بدأ منذ زمن ولم يزل، تتصارع فيه القوى ويتجاذب كل منها جزءاً من ثياب هذه الحسناء ادعاء بحبها وأحقيته بامتلاكها، حتى تمزقت ثيابها وبانت عورتها أو تكاد، لم يراع الله أحد بدموعها، ولا صرخاتها، ولا نزيفها الكل مشغول بجرّ الكويت إلى غرفة نومه، الكل لاهٍ عن آلامها بتخيّل المكاسب التي سيجنيها إن فاز بها هل آن لهذا المسلسل أن ينتهي؟! وأن يقذف منتجه بالبيض الفاسد، وأن يُرمى كاتبه ومخرجه وممثلوه وكل من ساهم في صناعته في مزبلة التاريخ؟! هل سيستعيد الكويتيون الكويت في هذه اللحظة التاريخية، ويعيدون لنا فتنتها التي كانت مضرباً للمثل؟! هل سيستعيد الكويتيون الغد الذي سُرق في غفلة منهم؟! أتمنى أن تستعيد الكويت مكانها أمام السبورة في فصل يجمع كل أخواتها لتكتب درساً جديداً عنوانه: الديمقراطية تنتج أجمل ربيع مهما بلغت مساوئها.