الضريبة في مصلحتك يا فقير!!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
كما أن هناك معلومات مضللة ومنقوصة تُقدَّم وتُروَّج للمواطن الفقير – وأعني هنا الفقير بالمعرفة- بأن ضريبة الدخل ستنال من دخول الجميع مع أن الشائع في جميع النظم الضريبية أن تكون هناك شرائح معفاة من الضرائب، وأنا أفترض أنه إذا تم تطبيق الضرائب مبدئياً على من يزيد دخله السنوي على 25 ألف دينار وعلى أرباح المضاربين في العقار والبورصة اليومية دون المستثمرين لمدخراتهم أمداً طويلاً، فإن 70 في المئة من الكويتيين لن يدفعوا أية ضرائب، بل إن جميع أصحاب الدخل المحدود وشريحة كبيرة من أصحاب الدخول المتوسطة لن يتأثر مستواهم الاقتصادي بضريبة الدخل، وتطبيقه سيحقق أهم مبادئ العدالة الاجتماعية عبر مشاركة الشريحة الأكثر استفادة من ثروة الدولة في إعادة تمويل الخزانة العامة، لتحقيق التوازن الذي يطالب به معظم ناشدي الإصلاح السياسي والاقتصادي في الكويت.العجيب أن الكثير من الكتاب والسياسيين والناشطين الذين يطالبون بالعدالة الاجتماعية والإصلاح وحماية الأموال العامة، هم أنفسهم من يحاربون مبدأ فرض الضرائب في الكويت بشكل عام ويحرضون المواطنين ضده، دون حتى بحث تفاصيله وفتح حوار بشأنه، ويتفقون مع أصحاب الأعمال الذين يطالبون بالرسوم على الجميع بالتساوي، ويرفضون الضرائب التصاعدية، وهو سلوك غير مفهوم من هؤلاء الكتاب والسياسيين، ولا ندري إن كان ما يقومون به يتم عن جهل أو لخدمة جهة ما، بينما كان المتوقع منهم أن يقوموا بتوعية الأغلبية بفائدة الضريبة ودورها في تحقيق التكافل الاجتماعي المنصوص عليه في الدستور، وكذلك لمنافعها الكثيرة، التي من أهمها تقديم الإقرار الضريبي السنوي الذي سيكون بمنزلة كشف ذمة مالية لمحاربة الفساد والرشوة، ولذلك فإن من يُسقط في كل مرة فكرة الضريبة في الكويت يؤخر مشروع الإصلاح الشامل للوطن ويساهم في استمرار الاختلالات الاقتصادية ومنع تحقيق التوزيع العادل للثروة.