مرافعة حان وقت إصلاح المحاماة!
لسوء ممارسات بعض المحامين ولسوء أداء المهنة بسبب بعض المسيئين إليها حان الوقت لأن تعلن جمعية المحامين الكويتية حرب الإصلاح على المهنة، رغم تأخر مجالس إدارات الجمعية السابقة في قيادة هذه الحرب المشروعة، والتي سيدعمها كل المحامين، لأن الهم هو صلاح المهنة ومعاقبة المسيئين إليها، وحرمان من يتلاعب باسمها من الاستمرار في تلاعبه المفضوح!
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقف صامتين، وفي ذات الوقت نكرر أن مهنة المحاماة قادرة على إصلاح نفسها بنفسها، كيف لنا أن نحقق مبدأ الإصلاح من خلف مكاتبنا؟ ويكون آخر همنا العمل بأيدينا لإنقاذ ما تبقى للمهنة من هيبة وقيمة ومكانة!مهنة المحاماة يا سادة تتطلب منا الإمساك بكشوف أسماء المحامين المسيئين والمخطئين ومحاربتهم، بل وطردهم من المهنة ووقف تمتعهم بأي مزايا ينعمون بها باسم المهنة، بل وتتطلب منا بعد أن نعي مكامن الخلل، وأجزم أننا نعرفها ولا يحتاج الأمر سوى أن نرتب أوراقنا بعد أن نقرأ نصوص ميثاق المهنة وقانونها جيدا، أن نعمل معا لتنظيفها من أقل ما يمكن تسميتهم بالمحتالين على القانون تارة بأنهم محامون ويفتقدون الشروط القانونية، وتارة أخرى على أفراد المجتمع وهم الموكلون بأنهم محامون، وهم في حقيقة الأمر إما محامون سابقون لانتفاء الشروط بحقهم أو لأنهم قد ارتكبوا جريمة تأجير مكاتبهم! كيف يتسنى لنا أن نقف عاجزين بحجة عدم وجود قانون بوجه من يبقي مكتبه بأيدي بعض الوافدين، ليأتي في نهاية كل عام ليقبض ثمن بيعه لمهنة المحاماة؟ وكيف لنا أن نقبل أن تباع المهنة كما تباع رخص دكاكين البقالة والنجارة والبنشر، ونقف عاجزين لا نملك سوى حجج مؤداها عدم وجود قانون وربما تكون حججا لنا لا علينا؟لماذا نقف صامتين بوجه كل من يوجه لنا مقولة إن مهنة المحاماة أصبحت مهنة من لا مهنة له؟ بالفعل أصبحت كذلك فهي علاوة على أنها تضم عباقرة في القانون محترمين، لكنها في الوقت ذاته تضم عددا ليس بقليل من خريجي مجالس التأديب وآخرين مرتكبين لجرائم قبل انضمامهم للمهنة وربما ارتكبوا بعضها بعد انضمامهم للمهنة وأمام أعيننا!ليس قليلاً على المهنة أن نتحمل معا مسؤولية مشتركة لإصلاحها بين المحامين من جهة والجمعية ومجلس الإدارة من جهة أخرى حتى ننهض بها، ونصلح معاً ما يمكن إصلاحه، ومن الخطأ برأيي أن نستمر في تبادل المبررات والأعذار، فعندها سنكون مشاركين في جريمة استمرار فوضى المهنة وعاجزين عن رد الاتهامات التي تنال من المهنة ومنتسبيها بسبب قلة لم تحترم ميثاق المهنة وتقاليدها، لذلك يتعين علينا ألا نعي لها أي احترام ونعلن حرب الإصلاح بوجهها حتى ننتهي من تطهير المهنة.