العجمي: شخوص الثوب يتطورون بفعل الكتابة.. قدم قراءة في رواية طالب رفاعي

نشر في 18-11-2011 | 00:02
آخر تحديث 18-11-2011 | 00:02
No Image Caption
قدم الدكتور مرسل العجمي قراءة نقدية في رواية «الثوب» للأديب طالب الرفاعي، مركزاً على تفاصيل مكونات العمل الروائي، منتقدا بعض الإشكاليات التي وقعت فيها الرواية حسب وجهة نظره.

استضافت رابطة الأدباء الكويتيين د. مرسل العجمي في محاضرة "قراءة نقدية في رواية الثوب"، بحضور الأديب طالب الرفاعي الذي قدّم شهادة عن روايته، بينما قدمت للأمسية القاصة باسمة العنزي التي أكدت أن رواية الثوب تقارب الواقع عبر الخيال بشكل مدهش، مشيرة إلى أن الرفاعي يجبر القارئ على دخول تجربة روائية مختلفة في العديد من أوجهها، وأبرزها أنه يقدم سرداً مشوقاً مغلفاً بلغة عصرية سريعة.

يوميات ذاتية

وأكد د. مرسل العجمي في حديثه، اعتماد الرواية على لعبة ذكية وظّفت فيها نمطين مختلفين من الكتابة السردية، شكلا في النهاية بنية الرواية السردية، الأول هو نمط اليوميات الذاتية، والآخر نمط رواية "التخييل" المضاعف، مبيناً أن النمط الأول يظهر في الإشارة إلى اسم السارد "الشخصية" الذي يطابق اسمه اسم المؤلف الحقيقي الذي يوجد على غلاف الرواية في مرحلة أولى، ويظهر في مرحلة ثانية في الإشارة إلى بعض جوانب حياة المؤلف الحقيقي طالب الرفاعي الوظيفية والأسرية والاجتماعية والتي يعرضها المقربون من المؤلف، وفي هذا النمط تبدو الرواية كأنها نص سيرة ذاتية أو بتعبير أدق نص مدونات يومية يمهد لمشروع سيرة ذاتية.

تخييل مضاعف

وأضاف: "يظهر النمط الثاني في الإطار العام للرواية الذي يتأسس على ما أطلقت عليه رواية "التخييل" المضاعف، وأقصد بهذا المصطلح تغييب المرجع الخارجي، والاتكاء على الحديث عن تطورات الكتابة الروائية بوصفها المحور الموضوعاتي الذي يؤسس المرجعية التي تعتمد عليها الرواية، بتعبير أكثر مباشرة لا يحدثنا المؤلف في رواية "التخييل" المضاعف عن أبطال بعد أن اكتمل حضورهم في الكتابة ولكن يجعلنا نعايشهم وهم يتطورون بفعل الكتابة".

مركز الفعل

ثم انتقل العجمي للحديث عن أوجه الاختلاف في رواية الثوب، مشيراً إلى أن أول هذه الملامح يظهر فيها طالب الرفاعي السارد الشخصية الذي يقدم لنا حكايته في الرواية، جاء في المرتبة الثانية من حيث الأهمية، لأن البطل الحقيقي هو خالد خليفة الذي طلب من طالب الرفاعي السارد الشخصية أن يكتب عنه رواية، في هذه الحال انتقل مركز الفعل من المؤلف إلى البطل الذي أصبح يوجه مسارات المؤلف إن هذا ما أقصده بالتخييل المضاعف، فالرواية تتكشف أمام القارئ بفعل الشخصيات وبتحولات العلاقات بين هذه الشخصيات، بينما يتخفى المؤلف الضمني وراء هذه التحولات.

واستطرد العجمي متحدثاً عن التحولات في العمل الروائي، مؤكداً أن إعادة المؤلف الحقيقي الفصل الأول من الرواية من خلال الفصل العاشر محتفظاً بالزمان ذاته، يكشف لعبة "التخييل" المضاعف، معتبراً أن هذه الإعادة تشير إلى مآلات الرواية في ذهن المؤلف، كما تشير إلى أن الفصل الأول يشكل "جرثومة" الرواية.

ويضيف: "تشير الرواية إلى تعالقات سردية بين رواية الثوب وروايات أخرى، أولاها روايات المؤلف نفسه، إذ يحضر في روايتين "ظل الشمس" و"سمر كلمات"، كما تتعالق هذه الرواية مع روايات آخرين ومنهم علي الدميني في "الغيمة الرصاصية"، ورجاء عالم "طريق الحرير" يوسف المحيميد "لغط موتى"، كما يستحضر صوت شخصية عليان في العمل في ذهن القارئ رواية المثل لدوستويفسكي، ورواية ليلة الجنون لمنى الشافعي.

حقل ألغام

وعقب ذلك فتح باب النقاش للحضور، إذ لفت حديث العجمي انتباه المشاركين في التعقيب وتناولوا جوانب أخرى في مكونات السرد، ومن جانبه، أكد الروائي طالب الرفاعي صعوبة كتابة السيرة الذاتية بأسماء صريحة، فهي بمنزلة السير في حقل ألغام، كما أن هذا النوع من السرد يحتاج إلى جرأة لاسيما أنه يترتب عليها من فضائح وضرائب باهظة الثمن، مبينا أنه استغرق في كتابة عمله الروائي 33 شهراً بدءاً من يونيو 2006 حتى فبراير 2009.

back to top