"محمد محمود"... أكثر الأسماء تداولاً وتكراراً على لسان مقدمي النشرات ومراسلي الأخبار أخيراً، وأزعم أن أكثر من 90% منهم ومن المشاهدين- خصوصاً الشباب- لا يعلمون من هو محمد محمود؟

Ad

هو محمد محمود باشا رئيس وزراء مصر ووزير داخليتها في العهد الملكي، ولد في أسيوط 1878، ومارس النشاط السياسي منذ شبابه، وعين محافظاً للفيوم وشارك في ثورة 1919 واعتقل مع سعد زغلول باشا، وكان ضمن الوفد الذي سافر معه للمفاوضات.

وفي عام 1922 استقال من الوفد وشارك في تأسيس حزب "الأحرار الدستوريين". تولى رئاسة الوزراء 4 مرات كانت الأولى في عهد الملك فؤاد 1928 ثم 3 مرات متتالية في عهد الملك فاروق من ديسمبر 1937 إلى أغسطس 1939، وعُرف عنه استخدامه للعنف والقسوة، وقام بحل البرلمان الوفدي وطرد الموظفين الوفديين من الحكومة بعد توليه رئاسة الوزارة للمرة الثانية. توفي عام 1941 وكان يسكن في قصر في منتصف الشارع الذي سمي بعد ذلك باسمه في وسط القاهرة بالقرب من ميدان التحرير.

***

أسف البعض وغضب كثيرون واندهش الجميع من الحل الذي ذكرته في مقال الأسبوع الماضي، وبداية ألتمس العذر للجميع، فقد كان الحل صادماً، ولكنه تطبيق للمثل الشعبي "إيه اللي رماك على المر"، فلو حاولنا التفكير بهدوء لوجدنا أن المجلس العسكري أصبح مرفوضاً شعبياً، وبدأ يفقد شعبيته تدريجاً منذ تولى الحكم، وكانت الضربة القاضية في شهادة المشير أمام محكمة مبارك، وبعد ذلك أحداث ماسبيرو وقبلها العباسية وبعدها التحرير. فأصبح الرفض الشعبي كاملاً، وفي ذات الوقت لن يرحل المجلس العسكري باختياره.

أي سيرحل بالقوة وتحت الضغط الذي سيكون إما شعبياً وإما عسكرياً، ولو رحل تحت الضغط الشعبي- كما يطالب البعض في التحرير- لكانت الفوضى والمزيد من الانفلات الأمني وعدم الاستقرار، وبالتالي ليس هناك من حل سوى رحيله تحت الضغط العسكري عن طريق حركة تصحيحية من الجيش يقوم بها رجال الصف الثاني والثالث منهم.

وهذا ما ذكرته في المقال السابق، وهو رأي يحتمل الصواب والخطأ، ولكل من غضب وأسف أقول إنني مازلت وسأظل رافضا لحكم العسكر كمبدأ ومنهج، ولكن الضرورات تبيح المحظورات... قال الإمام علي "لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه".

***

على الرغم من الأخطاء والسلبيات التي شابت تصويت المصريين بالخارج، فإن التجربة تستحق الفرح والسعادة، فإيجابيات ترسيخ الحقوق أكبر بكثير من سلبيات التجارب مهما كانت، ويمتد الفرح إلى نجاح المرحلة الأولى من الانتخابات في مصر ليثبت الشعب المصري مرة بعد أخرى أنه القائد والملهم والهادي لكل شعوب المنطقة، فالثورة الحقيقية ليست تبديل الأسماء لكنها تغيير للعقول والأفكار.

***

التصريح الذي أدلى به عضو المجلس العسكري "البرلمان لا يستطيع سحب الثقة من الحكومة"، فضلاً عن سذاجته فهو تصريح- في هذا الوقت- في قمة الغباء، ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المجلس العسكري فقد رصيده بالكامل وأصبح خارج الخدمة تماماً.

***

صرح عضو آخر "المجلس تحمل الكثير من التطاول والإهانة والتجريح"، وأقول له والشعب أيضا تحمل منكم الكثير والكثير من التسويف والتضليل والغش والخداع... فمن يشكو من؟ ومن صاحب الحق إذن؟

***

العفو الذي أصدره رئيس دولة الإمارات بحق الناشطين الخمسة يستحق الشكر ونبارك لهم، ولكن إلى متى تظل حقوق الإنسان مرهونة بسلوك شخصي لحاكم (إن رضي أو سخط) وليست مكفولة بقانون ودستور يحمي الجميع؟