رسالة من مواطن إلى سمو الرئيس

نشر في 22-12-2011
آخر تحديث 22-12-2011 | 00:01
No Image Caption
 يوسف عبدالله العنيزي سمو رئيس مجلس الوزراء... تحية إجلال واحترام... وبعد،

تشرفنا من قبل بتوجيه رسالة إلى سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الجابر الصباح- حفظه الله- من خلال صفحات هذه "الجريدة" الغراء، واليوم نتشرف بتوجيه نفس المضمون مع بعض الإضافات التي تستوجبها المرحلة الراهنة.

لقد ألقى القدر على أكتافكم أمانة ليست بالهيّنة أو السهلة بل أمانة تكاد تنوء بحملها الجبال، فقد وصلت الأمور إلى السوء الذي لم تصل إليه من قبل، وبدأنا بالهبوط التدريجي نحو أوضاع لا أحد يستطيع التكهن بها إذا لم نتدارك الأمور، فقد تعرضت الديمقراطية فى بلدنا لانتكاسة فادحة تمثلت باقتحام قاعة "عبدالله السالم"، كما شهدت شوارعنا وساحاتنا هيمنة دكتاتورية الأقلية، وغدا الوطن يعاني إرهاصات لا تقل خطورة عن أحداث الغزو والاحتلال العراقي الغاشم، وإن نظام الدولة على المحك فهل يسجل التاريخ لكم اتخاذ قرارات حازمة تعيد البناء وتستعيد الصدارة والأمن والطمأنينة إلى النفوس؟

سمو الرئيس... مازالت عالقة في الذهن ذكرى تشرفي بلقائكم ومرافقتكم أثناء زيارتكم الكريمة إلى الأردن الشقيق، حيث حظي سموكم بحفاوة وتقدير غير عاديين، فقد تم استقبالكم في المطار الملكي مع عزف السلام الوطني واستعراض لحرس الشرف، وهذه مراسم تتم عادة عند استقبال أمراء ورؤساء الدول، وقد توّجت تلك الزيارة الكريمة بمقابلة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني.

سمو الرئيس... أرجو أن تتقبلوا رسالتي هذه من مواطن محب لوطنه، ويؤلمه مثل أي مواطن ما وصلنا إليه من تردي الأوضاع. نتمنى أن تنتهي سياسة المهادنة والترضيات على حساب الوطن والابتعاد عن عقد التحالفات مع أي تكتل أو جماعة أو حزب، فقد أثبتت التجربة أن سهام الغدر تأتي أولاً من الحلفاء متى ما اصطدمت مصالحهم مع توجهات الحكومة، وليكن حليفكم الدائم هو الشعب الكويتي فأنتم أقوياء له وبه.

نتمنى أن تلغي الحكومة من قاموسها بعض الكلمات مثل "سوف" و"سنقوم" و"سنعمل" مع تطبيق حازم لدكتاتورية القانون، خصوصاً في مجال المرور وإنهاء معاملات المواطنين بدون تدخل نواب أو "واسطة"؛ مع مراقبة جادة لجميع موظفي الدولة من حيث الإنتاجية والالتزام بمواعيد العمل وتحديث القوانين القديمة.

نتمنى أن تأخذ الحكومة المبادرة بطرح القوانين الشعبية بما يحقق مصالح الوطن والمواطنين.

نتمنى الاهتمام بالشباب ورعايتهم ومنحهم الفرصة للدخول في مشاريع اقتصادية تساعد في تنمية البلاد.

نتمنى أن تشمر الحكومة عن ساعديها لتنفض الغبار الذي تراكم على ملفات خطة التنمية والبدء بتنفيذ المشاريع الحيوية بمشاركة قوية وفاعلة للقطاع الخاص فليس هناك مجال لتطور الدولة بدون مشاركة فاعلة من القطاع الخاص، ولنا في دول العالم أمثلة واضحة، فقد سقطت الدول الشمولية سقوطاً مدوياً، مع ملاحظة أن الكويت قد اعتمدت في نشأتها وتطورها على القطاع الخاص، فمن الواجب أن يستعيد هذا القطاع دوره المهم في نهضة الدولة وتقدمها وتحقيق الرغبة السامية لسمو أمير البلاد بتحويل الكويت إلى مركز مالي يشار إليه بالبنان في ظل أوضاع أمنية سياسية اقتصادية مستقرة.

أتمنى أن تقوم الدولة بدعم قويّ وفاعل للشركات الكويتية المساهمة الجادة والمدرجة في سوق الكويت للأوراق المالية؛ على أن تقوم تلك الشركات بإعادة مبالغ الدعم للدولة خلال مدة يتفق عليها، علماً أن العديد من دول العالم قد قامت بمثل هذا الإجراء، وقد أبلغني أحد مديري بنك "ابن أمرو"، وهو ثاني أكبر بنك في هولندا أن الدولة قد قامت بدعم البنك من خلال صندوق تمويل أنشئ لهذا الغرض. ولاشك أن دعم تلك الشركات سيؤدي بالضرورة إلى استعادة عدد كبير من صغار المساهمين لمدخراتهم التي تلاشت مع تدهور أوضاع تلك الشركات.

أتمنى أن يكون للحكومة مخالب ليس للدفاع فحسب، بل للهجوم متى ما استوجب الأمر ذلك، على أن يُمنح الشباب والمواطنون الحق في التجمع وإبداء الرأي مع اتساع الصدر لسماع جميع وجهات النظر، وعدم إنزال القوات الخاصة أو غيرها، بل الاكتفاء بالمراقبة من بعيد على أن تتدخل وبقوة متى ما تعرضت مصالح الوطن والمواطنين للأذى والتخريب.

نتمنى أن نرى من الغد حركة غير مألوفة لتعيد وجه الديرة المشرق وإزالة ما علق بها، فنرى مناطقنا وشوارعنا وقد عادت إليها النظافة والجمال والخضرة.

أتمنى ألا ينجح لعضوية مجلس الأمة القادم إسلامي أو ليبرالي طائفي أو قبلي، بل ندعو الله أن ينجح نائب كويتي الهوى والحب والولاء ليكون الجناح القويّ الثاني مع الحكومة الذي يحلق بالكويت نحو التقدم والتنمية والاستقرار.

سمو الرئيس... إن الجميع مدرك أن "الشق عود"، والشق إذا كبُر يصعب ترقيعه، لذلك نتمنى أن تلبس الكويت ثوباً جديداً لنحقق الأمنية السامية لسمو أمير البلاد- حفظه الله- بتحويل الكويت إلى مركز مالي مرموق.

دعاؤنا لسموكم بالتوفيق وليحفظكم الله... وليحفظ الله الكويت وقيادتها وشعبها من كل سوء ومكروه.

back to top