منظور آخر: قشور الدين أم جوهره؟

نشر في 19-08-2011
آخر تحديث 19-08-2011 | 22:01
No Image Caption
 أروى الوقيان في الحياة أمثال كثيرة لأناس اتخذوا من قشور الدين دينا، وتناسوا جوهره الجميل، تناسوا التسامح والمودة والمحبة مع الآخرين، وتمسكوا بالقشور وشوهوا معنى الدين، بل جعلوا من أنفسهم قدوة سيئة للإسلام، وهو دين السلام لا دين الازدواجية!

هو من يقصّر دشداشته ويربي لحيته، وحين يرى «زول» امرأة ذهب ليغازلها، أين دينك؟

هي من التزمت بحجابها واحتشمت في لبسها، لكن تجدها تتناول أعراض وشرف صديقاتها حين تغار منهن، أين دينك؟

هو من سمح لنفسه بتكفير المسيحي واليهودي، ونبذ التسامح ويدعو إلى مقاطعة بضائع الأجانب في حين تجده يكدس الخمور في بيته، أين هي أخلاقك؟

هي من جعلت من نفسها أضحوكة، ونفخت حجابها حتى تورم وأصبح هضبة فوق رأسها، وإن دار الحديث حول الحجاب تجدها تقول «الحمدالله على الأقل متحجبة أحسن منكم يالسفور»، عفوا أهذا هو حجابك؟

هو من يرقص على أنغام الموسيقى ويهز خصره في كل ملهى، مدعيا أنه متفتح أمام صديقاته من الجنس الناعم، وحين تقرر أخته إكمال دراستها في الخارج يهيج كالثور مدعيا أنها يجب أن تسافر مع محرم، أهذا تفتحك؟

هي من تتخفى بأسماء حركية، وتوزع أرقامها على الشباب، وحين يتم نصحها تقول «على الأقل مو حاطة اسمي, العيب على اللي تحط اسمها الحقيقي»، أتلك هي قناعاتها؟

هو من تزين بثوب الدين وادعى حفظه لآيات القرآن الكريم، وتباهى بمعرفته بمعانيه، وتكاد تصدق ورعه وحبه للقرآن، وحين تطلب منه أن يفسر لك آية أو حتى يستشهد بآية تدعم مواقفه، تجده يتهرب ويتسلل من بين الحضور، هل الكذب إحدى قناعاتك؟

هي من علت الابتسامة وجهها، وحاولت نشر المحبة متوسلة الناس أن يحبوا بعضهم، في حين تجد الحقد يملأ قلبها إن سمعت عن خبر مفرح يخص من حولها متمنية الشر لهم، أتلك هي المحبة؟

هو من استغل جمال صوته، وسجل أناشيده، وأصر على استلام مبلغ وقدره، ففي نظره الدين يساوي نقودا، ونعم الاستغلال لدينك!

هي من نشرت قصصا وهمية عن أناس تعرضوا لتجارب قريبة من الموت أدت إلى تحجبهن، واستشهدت بأسماء معروفة حتى تكون مقنعة.

وتحلف بأنها كانت موجودة في لحظة حجاب فلانة، إلى حين ظهرت فلانة قائلة هل تعرفينني؟ أجابت: (لا)، قالت: كيف لا تعرفينني وللتو شهدت على حجابي، وأنا لست محجبة أصلا؟! يا للعار!

في الحياة أمثال كثيرة لأناس اتخذوا من قشور الدين دينا، وتناسوا جوهره الجميل، تناسوا التسامح والمودة والمحبة مع الآخرين، وتمسكوا بالقشور وشوهوا معنى الدين، بل جعلوا من أنفسهم قدوة سيئة للإسلام، وهو دين السلام لا دين الازدواجية!

back to top