دار الآثار الإسلامية وموسمها الثقافي
قلة هم من يهتمون بتعريف الآخرين وإطلاعهم على ثقافة مجتمعهم, ونشرها بين المجتمعات المتقدمة, لما لذلك من أثر عظيم في دمج الحضارات, وتواصل الشعوب, وعدم الانغلاق السلبي مع هذا الانفتاح الهائل, والذي يحتاج إلى جهد أكبر من الجهد المبذول في الانغلاق, فما يترتب عليه من مسؤوليات كبيرة لا يوكل بها إلا الكبار.وها هي دار الآثار الإسلامية تقوم بعمل جبار منذ ما يزيد على ربع قرن, وهي تجوب بين القارات والدول حاملة إلى العالم بأكمله رسالة سامية, وثقافة أبى أن يطمسها الدهر, ومازلت أتذكر كيف انبهر الألمان عندما أقامت دار الآثار معرض "ذخيرة الدنيا" في متحف برلين؛ مما جعل جمعا من المثقفين ينادون بأن يقام هذا المعرض كل عام, وضم المعرض آنذاك 395 تحفة فنية نادرة ابتكرتها الحضارة الإسلامية المغولية في فترة ازدهارها وأوج حضارتها خلال الفترة من عام 1526م إلى عام 1858م.
وستفتتح دار الآثار الإسلامية موسمها السابع عشر في 26 - 9 - 2011 بالمركز الثقافي الأميركي, لتؤدي رسالة سامية في ظل طمس هوية المجتمع, والانقياد التام لمن يسبق الآخر بالفكرة فقط لغرابتها, حتى إن كانت سلبية, وما قامت به دار الآثار الإسلامية في السنوات الأربع الأخيرة، من جهود لترميم وتجديد مبنى مستشفى الإرسالية الأميركية في الكويت. هذا المبنى بُني بحكمة أحد أكبر حكماء الكويت الشيخ مبارك الصباح، وبحكمة هذا الرجل وأبعاده الفكرية والثقافية، أصّل المواكبة للحداثة في كل شيء، وألغى نظرية لا خير في الأعداء، وتعامل بحنكة مع العدو قبل الصديق، وكانت النظرة عدائية تجاه كل شيء لا يعرفه المجتمع، لانعدام الثقافة والانفتاح.وإن دار الآثار الإسلامية، أقامت مركزا تعليميا يقوم بعدة نشاطات من بينها برنامج للأطفال، وجولات سياحية ثقافية، وورش عمل ثقافية لكل الأعمار، وتقدم أيضاً بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي برامج تدريبية للراغبين في العمل في المتاحف أو المراكز الثقافية، كما أقامت مسرحا في وسط المبنى، متعدد الأغراض لإقامة الندوات التعريفية والمحاضرات الثقافية، وكل هذه الجهود تبذلها دار الآثار الإسلامية في الكويت وخارجها، لرفع اسم الكويت في المحافل الدولية وتعريفها بالتراث الكويتي.مخرج:إن العالم يفسح الطريق للمرء الذي يعرف إلى أين هو ذاهب. (رالف و. أمرسون)