ممرات: كريم يا بارق سرا

نشر في 01-10-2011
آخر تحديث 01-10-2011 | 00:01
No Image Caption
 يوسف عوض العازمي  

نعم!! هذا لسان حال موظفي الجهات النفطية الذين استفادوا من الزيادات المالية الأخيرة، والتي تعتبر من أعلى زيادات الرواتب في الكويت، وهم حقيقة يستحقون، ولكن غيرهم من موظفي الدولة والمتقاعدين يستحقون أيضا.

أما الحكومة فقد أخطأت كثيرا بالخضوع لمطالب تهديدية تنقص من هيبتها، وتؤثر فيها سلبا، في أي ظروف محتملة مستقبلا، لأنها لم تراع قبل النفطيين مطالب مستحقة للمعلمين مربي الأجيال الذين طالبوا بإقرار كادرهم وكوفئوا "بالبونص" الظالم مع الأسف.

فالإنصاف مطلوب ومهنة المعلم أصبحت مهنة طاردة، ومن المفترض على الحكومة أن توفر حوافز استثنائية لهذه المهنة الجليلة، ألا نتذكر قول الشاعر:

قف للمعلم وفه التبجيلا            كاد المعلم أن يكون رسولا

فيا حكومة يا موقرة إن مهنة المعلم أصبحت غير مرغوبة بسبب قلة الحوافز المالية، إننا بحاجة إلى طاقم تدريس كويتي متكامل، فالآن بعض المواد نادرا ما تجد المعلم الكويتي يدرسها، مثل اللغات الأجنبية وبعض المواد العلمية كالفيزياء والكيمياء، فلماذا لا تتوافر حوافز إضافية أيضا لمثل هذه المواد؟

جلست قبل مدة مع شخص يعمل موظفا في إحدى وزارات الدولة، وكان قبل زمن قصير يعمل معلما في إحدى مدارس التربية، سألته لماذا لم تستمر في التدريس؟ ولماذا يكثر التسرب من هذه المهنة المهمة؟ قال لي إنه الآن في وظيفة إدارية عادية وبنفس راتب المعلم، وبعمل أقل بكثير مما كان عليه حين كان معلما، حيث لا مقابلة طلبة ولا إدارات مدرسية ولا معاناة مع الموجهين، ولا تصحيح في المساء ولا وجع رأس ولا هم يحزنون!!

بالطبع أنا لا ألوم هذا الموظف أصلا، فلماذا الاستمرار في وظيفة بهذا الشكل، بينما غيره بنفس الراتب والراحة أكثر والمسؤولية أقل؟

تفاءلنا بوزير التربية الحالي حين استلم الوزارة، لكن يبدو أن للكرسي الوزاري طريقة في تغيير المبادئ، فمع الأسف هذا الوزير الذي أعلن أنه سيجعل من مهنة المعلم مهنة مغرية ثم اكتفى حفظه الله "بالبونص"!!

ما أكثر عتب المعلمين عليك يا أبا أنس!! وما أكثر حنقهم على الطريقة التي حاولت بها أن تقنعهم بها بهذا البونص المشؤوم!!

في إحدى الجولات الأخيرة للوزير سأله أحد الصحفيين أو المدرسين لا أعلم بالضبط، فأكد أنه إذا أقر كادر المعلمين بمجلس الأمة فإنه يحترم الديمقراطية!!

أكيد ستحترم الديمقراطية!! إذن فأبشروا يا معلمي التربية بالكادر و"لسانك حصانك"، وتماشيا مع عنوان المقالة تخيلت لسان حال المعلمين يقول: "قم حبني لا تعذرا والعذر ماني باغيه". طبعا حتى لا يذهب خيال البعض بعيدا يقصدون الكادر.

* من روائع المنشد حامد الضبعان

back to top