القلق والتوتر بعد الولادة... كيف تكافحينهما؟

نشر في 20-02-2012
آخر تحديث 20-02-2012 | 00:01
 د. رباح النجاده ينتاب نساء كثيرات قلق من عدم استعادة رشاقتهن وقوامهن الجميل بعد مرحلتي الحمل والولادة، فيقعن فريسة الاكتئاب. لكن التقدم الطبي والتكنولوجي يتيح للمرأة النشيطة الواعية أن تعيش حملها بسعادة وتنتظر مولودها بفخر وفرح ومن دون قلق أو توتّر.

على المرأة بعد الولادة أن تتناغم وتنسجم مع نفسها وزوجها وأسرتها، وتحسن تنظيم وقتها المزدحم بأعباء ومهام جديدة، وتؤدي واجباتها المنزلية والاجتماعية المعتادة، عندها ستستعيد جسمها الجميل والرشيق كما لو أنه لم يتغير بعد ثلاثة إلى ستة أشهر من الولادة.

أفضل وأسرع طريقة لاستعادة المرأة جسمها الرشيق هو العودة إلى الطبيعة، أي أن تتحرك بنشاط وتتناول غذاء صحياً متوازناً، فيستفيد الجسم والصحة على السواء. بعد فرحة الولادة ونظرة سريعة إلى المرآة، تكتشف المرأة تكدس كيلوغرامات من الدهون هنا وهناك، ترهل البطن وارتخاءه، ثقلاً في الساقين، هالات سوداء تحت العينين، اختفاء بريق الشعر ولمعانه، شحوباً في الوجه.

يجب على الأم أن تتفاءل وتتحلى بقدر من التنظيم والإرادة والمعرفة والصبر، ما يجعلها بعد أشهر امرأة سعيدة جسدياً ونفسياً وفكرياً ويغمرها الفخر. كذلك يجب الاهتمام بالرضاعة الطبيعية، الحصول على ساعات كافية من النوم، العناية بالجسم من الناحيتين الجمالية والغذائية، ممارسة أنشطة بدنية ورياضية واجتماعية.

النظام الصحي

الحصول على الراحة الفكرية والجسدية بداية العناية بالجسم والصحة، من خلال اتباع نظام حياتي صحي وسليم. في ما يلي إرشادات وتوجيهات تساعد على ذلك:

- الاهتمام بغسل اليدين بالماء والصابون قبل الرضاعة الطبيعية وبعد الدخول إلى الحمام.

- الاستحمام يومياً بماء حرارتها معتدلة مع تجنب الجلوس في المغطس. استعمال صابون ناعم أو معدل الحموضة.

- تبديل الملابس الداخلية أكثر من مرة يومياً والخارجية يومياً.

- غسل الشعر كل يومين أو ثلاثة أيام بواسطة شامبو مناسب لنوع الشعر.

- اتباع توصيات الطبيب، لا سيما المشي بعد ساعات من الولادة الطبيعية أو في اليوم التالي للولادة القيصرية، لتجنب مشاكل الدورة الدموية.

- غسل مناطق الجسم الحميمة بالماء بعد الدخول إلى الحمام وتجفيفها جيداً.

عسر الهضم ومشاكل بولية

يكثر ظهور المشاكل البولية وعسر الهضم في مرحلتي ما قبل الولادة وما بعدها. من الصعب عدم التعرض للإمساك أو ظهور بواسير، خصوصاً إذا كانت موجودة قبل الحمل، لذلك يجب الإكثار من شرب الماء بكميات معتدلة، وتناول أطعمة غنية بالألياف بكميات كافية.

تتوافر الألياف في الحبوب الكاملة والخضار والفواكه، وبكميات أكبر في الفواكه المجففة كالخوخ والمشمش. ينصح بالاعتدال في تناول فاكهة مجففة لأنها غنية بسعرات حرارية، والإكثار من تناول البقدونس والخس والفواكه الحمراء لأنها غنية بالألياف أكثر من غيرها.

في حالة الضيق الشديد، يمكن استشارة الطبيب لتناول مليّن يساعد على الراحة والتخلص من الإمساك، لكنه لن يعالجه وقد يشجع تناوله باستمرار الأمعاء على الكسل، لذلك يجب الحرص على اتباع نظام غذائي غني بالألياف.

من الطبيعي نزول قطرات من البول مع الضحك أو العطس أو الجهد في الأيام الأولى بعد الولادة أو حتى الأسابيع الأولى، وهو يصيب امرأة من ثلاث، لكن يجب ألا يستمر. في حال استمراره يتطلب إعادة تأهيل منطقة العجان لاستعادة قوة العضلات.

الرضاعة الطبيعة

تتخوف نساء كثيرات من الرضاعة الطبيعية لأنها تقيّد حريتهن وتصيب الثديين بالترهّل وتفقدهن الرشاقة. إلا أن الاختصاصيين ينصحون بالرضاعة الطبيعية لفوائدها بالنسبة إلى المولود والأم. فلا تحتاج الأخيرة إلى تجهيز الرضاعات، خصوصاً في الليل أو عند وجودها خارج المنزل، ولا إلى تعقيمها أو تسخينها. كذلك يوفر حليب الأم مناعة وحماية من الأمراض، بالإضافة إلى أنه يحتوي على بروتينات موجودة في الحليب البقري. في المقابل، تحمي الرضاعة الطبيعية الأم من الإصابة بسرطان الثدي، وتساعدها على رجوع الرحم إلى وضعه الطبيعي بسرعة، وتسمح بفقد الدهون المتراكمة في الجسم بسرعة أيضاً، لأنها تستخدم في صنع الحليب.

العناية بالحلمة ومحيطها

- الحرص على نظافة الحلمة والمنطقة المحيطة بها لضمان نظافتها وسلامة المولود، ولتجنب الأم مضايقات الرضاعة كالتشققات.

- مسح الحلمة والمنطقة المحيطة بها بقطعة قماش مبلولة بالماء أو شاش معقم أو غسلها بالماء لتجهيزها للرضاعة.

- بعد انتهاء الرضاعة يعاد مسح الحلمة والمنطقة المحيطة بها لإزالة أي أثر للحليب، ويمكن وضع مرهم طبي ملطف إذا دعت الحاجة.

- ارتداء حمالة للصدر قطنية مريحة وعريضة ترفع الثديين ولا تضغط عليهما، ويفضل عدم نزعها عند النوم.

- وضع فوط قطنية في حالة إدرار الحليب بغزارة واستبدالها، بين فترة وأخرى، للحفاظ على جفاف الحلمتين وحمايتهما من التشقق.

إدرار الحليب ومتاعب الإرضاع

عموماً، يبدأ ادرار الحليب في اليوم الثالث بعد الولادة، وتتفاوت الصعوبات والآلام بين امرأة وأخرى، ويرافقه أحياناً ارتفاع في الحرارة ويصبح الثديان مشدودين ومنتفخين وصلبين. في الأيام التي تسبق إدرار الحليب، تفرز مادة صفراء باهتة تسمى «اللبأ»، وهي تساعد المولود على زيادة المناعة لأنها غنية بالأجسام المضادة، وتجهز معدته لاستقبال الحليب، وتقلل من تصلب الثديين وتشقق الحلمتين.

في البداية، تسبب الرضاعة مغصاً شديداً يزداد بعد ولادة الطفل الثاني، وهذه الانقباضات مؤشر طبيعي إلى رجوع الرحم إلى وضعه الطبيعي. يخف هذا المغص تدريجاً مع مرور الساعات إلى أن يختفي كلياً بعد أيام.

في بداية الرضاعة، يصعب تحديد المدة أو الكمية التي يحتاجها المولود، لكن ينصح بالاستجابة إلى احتياجاته، بغض النظر عن الفترة الزمنية التي قد تزيد أو تقصر من طفل إلى آخر، ومتابعة نموه وزيادة وزنه بانتظام. كذلك يجب إرضاع المولود قدر ما يشاء في الأسابيع الأولى، مع ترك فترة فاصلة بين الرضاعات، تبلغ ساعتين كحد أدنى، خصوصاً في الأسابيع الأولى، وتزداد تدريجاً مع النمو ولا تتجاوز أربع إلى خمس ساعات.

مع انتظام الرضاعة وزيادة الفترة الزمنية بين كل إرضاع وآخر، تتمكن الأم من تنظيم وقتها بصورة أفضل، والحصول على ساعات للراحة والتنزه والزيارات والاستمتاع بالوقت.

النظام الغذائي والإرضاع

تحتاج الأم المرضعة إلى وحدات حرارية وغذاء صحي متوازن يشمل من أربع إلى خمس وجبات، والاهتمام بنوعية الطعام:

- تناول المركبات الغذائية الأساسية الست بكميات محددة للمرضع.

- تناول الخضار بكميات جيدة حسب الرغبة.

- شرب ليترين من سوائل غير محلاة من بينها: الحليب، العصائر الطازجة، الزهورات، الشاي الخفيف، الحساء، المياه العذبة التي ينصح بشربها طوال اليوم وحسب الرغبة.

- تناول كميات كافية من الحليب ومنتجاته كاللبن، الروب، الأجبان، القشطة ويفضّل أن تكون قليلة الدسم.

- عدم الأكل بين الوجبات.

- تقليل كمية الملح والسكّر وتخفيف الحمضيات التي تؤثر على حمضية الحليب.

- تقليل المنبهات بأنواعها وتخفيف الكافيين في القهوة والشايين في الشاي، كذلك البهارات والتوابل القوية.

- إلغاء البصل والثوم والملفوف والكرات التي تؤثر على رائحة الحليب وجودته.

- يعني رفض الطفل لإحدى الرضعات أو انزعاجه منها أنه لم يحب ما تناولته الأم وما تم تقديمه إليه عن طريق الحليب، فالطفل يأكل ما تأكله الأم وينعكس نظامها الغذائي على جهازه الهضمي شديد الحساسية.

- إذا تعرض الرضيع للإسهال فيجب على الأم التقليل من تناول الخضار وكميات العصير الطازج، خصوصاً البرتقال. في المقابل، عليها أن تتناول حساء الجزر، الرز، الموز، التفاح والسفرجل.

- إذا تعرض الرضيع للإمساك فيجب التوقف عن تناول الرز والجزر، والإكثار من شرب الماء وعصير البرتقال وتناول الخضار.

back to top