استكمالاً لمقالة الأسبوع الماضي حول مؤتمر "الخليج والعالم" الذي احتضنته مدينة الرياض قبل أيام عدة بتنظيم من معهد "الدراسات الدبلوماسية السعودية" و"مركز الخليج"، لتناول قضايا وموضوعات تهم "أهل الخليج" بشكل خاص والعالم أجمع بشكل عام، والذي بدأ بالمرتكزات الاستراتيجية الاقتصادية والأمنية في المنطقة وسط حضور إعلامي واسع، وانتهى إلى تجميع الأفكار والسيناريوهات الواقعية للمنطقة.

Ad

وبنظرة سريعة ومحاولة لتلمس الهموم والتطلعات التي شكلت عاملاً مشتركاً لدى أغلب المحاضرين نستخلص بعض الأفكار التي تستدعي القراءة بتأنٍّ: أولاها، رغبة دول الخليج في حماية بيئتها الداخلية مما قد يهدد أمن المنطقة، أما الفكرة الثانية، فهي الموازنة بين الآمال والتمنيات الخليجية والعالمية أيضاً في منطقة منزوعة السلاح (النووي وأسلحة الدمار الشامل كافة)، ومواجهة حقيقة رئيسة تعرقل تحقيق سلامة المنطقة ونزع السلاح، وهي رفض إسرائيل الانضمام إلى اتفاقية حظر الانتشار وبقاء برامجها خارج نطاق الرقابة الدولية.

وفي هذا السياق ومن تحت المظلة الشرق أوسطية، علينا أن نفكر بجدية في كيفية تعامل العالم مع الشرق الأوسط في فترة ما بعد الربيع العربي، فالسيناريوهات المطروحة كثيرة، وأكثرها تداولاً لدى خبراء العلاقات الدولية والمعنيين بها هي تلك المتعلقة بالنموذج الإسلامي الآسيوي كتركيا وإندونيسيا، والتي دفعت البعض إلى المراهنة على تحويل مسار النموذجين التونسي والمصري إلى الاحتذاء بالشرق، مع الأخذ بعين الاعتبار حاجة "دول ما بعد الربيع" إلى الاحتواء الإقليمي، أي العضوية في تكتلات إقليمية كمجلس التعاون، أو تشكيل تكتلات جديدة لا تتعمق في الشؤون الداخلية كالتعاون الخليجي، بالإضافة إلى حاجة تلك الدول إلى جذب الاستثمارات وممارسة الإصلاح الاقتصادي لزيادة معدل النمو.

وفي النهاية، وإضافة إلى ما سبق، وكما جاء في كلمة سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود رئيس الاستخبارات العامة بالمملكة العربية السعودية، تبقى أخي القارئ قضية غموض طموحات المسعى الإيراني وتوجهاته نحو تملك برنامج نووي من أهم الأمور إقليمياً ودولياً.

كلمة أخيرة:

المداخلات من المشاركين دارت حول توسعة دول "مجلس التعاون"، وما هي الدول المرشحة للانضمام؟ وإن كنت أعتقد شخصيا أننا بحاجة إلى آلية واضحة لطرح أسباب ومزايا ومعوقات دخول دول جديدة، وأعتقد أن الأمر بحاجة إلى دراسة عميقة إلى جانب استطلاع الرأي حول الانضمام.

وكلمة أخرى:

حقيقة يجب أن تذكر، وهي أنه رغم شعور الكثيرين بالاستياء من سلوك بعض أعضاء البرلمان الكويتي، فإن "الدراما البرلمانية" كانت سبباً في التعليقات الباسمة التي تصلنا بين الحين والآخر من زملائنا وآخرها... "وش أخبار كبت أمك؟"!