رمضان هو شهر الخير والطاعة والبركة، ويعتبر فرصة ذهبية ووسيلة سهلة للتمتّع بالرشاقة والصحة والحيوية والتخلّص من السمنة ومعالجة مشاكل مرتبطة بالجهاز الهضمي وصيانته وعلاجه، إذ يُعطى هذا الجهاز الحيوي الفرصة للراحة لأكثر من 12 ساعة ولمدة شهر والاسترخاء وتنظيف أجزائه المختلفة.

Ad

لإنجاح هذه العملية يجب أن تتضمّن وجبتا الإفطار والسحور طعاماً صحياً معتدلاً ومفيداً من دون إسراف تجنباً لحدوث إرباك أو مشاكل في الأمعاء. كذلك ينبغي اتباع عادات غذائية جيّدة، فالقاعدة الإسلامية في الحياة هي الاعتدال في كل شيء بما فيها الطعام، فديننا دين وسط.

قال الله تعالى: «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا»، وقد نهانا عن الإسراف في الأكل لِما له من مضار على الصحة، من بينها: زيادة الوزن، السمنة، زيادة الضغط، السكري، الكولسترول، أمراض القلب، تصلّب الشرايين وانسدادها، آلام المفاصل، أمراض المعدة والأمعاء.

الحفاظ على الحيويَّة والرشاقة

أثناء فترة الصيام التي تمتد إلى أكثر من 12 ساعة يُحرم الجسم من مصادر الطاقة، فيعتمد طوال النهار على الطاقة والسكّر اللذين يحصل عليهما من وجبة السحور، إلا أن هذه الأخيرة لا تستطيع توفير الطاقة والسكر الضروريين للجسم الا لساعات معدودة، بعدها يلجأ الجسم إلى المواد السكرية والدهنية المخزّنة في أنسجته، فيبدأ باستخدام الخلايا التالفة أو المريضة أولاً.

يساعد الصوم الجسم على التخلّص من الخلايا القديمة والمريضة وينشّط عملية التمثيل الغذائي بشقّيها الهدم والبناء. كذلك يساعد على التخلّص من الدهون، المخزّنة تحت الجلد في النسيج الدهني، الناتجة من فائض الطعام ما يؤدي إلى إنقاص الوزن بصورة فاعلة.

كذلك يخلّص الصيام الجسم من الفضلات ومخلفات التمثيل الغذائي والطاقة، ويمنحه وخلاياه وأجهزته فرصة للراحة، ويخلّص الدم من الدهون الموجودة داخل الأوعية الدموية أو فوقها، ويقوي جهاز الجسم المناعي.

بعد الصيام، ومع تناول وجبة الإفطار، يزداد تدفّق الدم المحمّل بالغذاء والأوكسيجين إلى أنسجة الجسم وخلاياه فيبدأ بناء خلايا جديدة وتتجدّد خلاياه وتزداد قوته وحيويته ونشاطه.

شهر رمضان فرصة جيّدة لتعديل العادات الغذائية وتصحيحها والتخلّص من المشاكل الصحية والدهون المتراكمة وتخفيض الوزن الزائد، كذلك يحسّن النظام الغذائي الجيّد في شهر رمضان الكفاءة الوظيفية لأنسجة الجسم خصوصاً الكبد والجهاز الهضمي.

خطوات للتمتُّع بالصحة والتخلُّص من الوزن الزائد

- من المستحبّ تعجيل الإفطار لأن تأخيره يزيد انخفاض مستوى السكر في الدم.

- البدء بتناول التمر، ذلك أن المعدة والأمعاء تكونان فارغتين ولديهما القدرة على الامتصاص السريع للمواد السكرية ما يؤدي إلى رفع نسبة السكر في الدم وعدم الإحساس بالدوار والتعب.

- يفضّل تناول التمر أو الرطب وشرب لبن أو ماء أو عصير ثم أداء صلاة المغرب، من ثم إكمال الإفطار.

- البدء بتناول شوربة خضار أو شوفان أو عدس أو فاصوليا أو أي نوع من أنواع الحبوب لتنشيط المعدة التي كانت خاملة ساعات طويلة واستمالة إفراز العصارات الهاضمة التي تعمل على هضم الطعام ما يساعد في حركة الأمعاء ومنع الإمساك.

- يجب أن تحتوي وجبة الإفطار على أطعمة سهلة الهضم والامتصاص كالعصائر الطبيعية التي تساعد على رفع نسبة سكر الدم بسرعة.

- يجب أن تحتوي وجبة الإفطار على أطعمة غنية بالألياف تسمى «نشويات معقدة» مثل: حبوب القمح والشوفان، بقوليات كالفول والعدس، دقيق كامل، رز غير مقشور بكميات بسيطة لأنها تعطي شعوراً سريعاً وطويلاً بالشبع.

- يجب أن تحتوي وجبة الإفطار على أطعمة غنية بالفيتامينات والمعادن كالفواكه الطازجة والمجفّفة مثل التين والخوخ والمشمش، الخضار مثل السبانخ والملوخية والأوراق الخضراء الغنية بالحديد التي تساعد في امتصاص العناصر الغذائية المهمّة وتنظيم حركة الأمعاء والتخلُّص من الإمساك وطرد السموم.

- تناول طبق كبير من السلطة لأنها تساعد على تنشيط حركة الأمعاء وتسهّل الإخراج وتحمي من سرطان القولون نظراً إلى الألياف الطبيعية التي تحتوي عليها بالإضافة إلى الفيتامينات والأملاح المعدنية.

- عدم تناول كميات كبيرة من الطعام في وجبة الإفطار.

- التقليل من الأطعمة المقلية لأنها تسبّب عسر هضم وحموضة وحرقة في المعدة بالإضافة إلى زيادة الوزن.

- الحرص على التوازن بين وجبتي الإفطار والسحور.

- يعتبر الفول ومعظم البقوليات كالنخي والباجلا وأنواع العدس، أطعمة مناسبة لوجبة السحور لأنها تحتوي على فيتامينات وبروتينات مفيدة وتمكث في المعدة والأمعاء فترة طويلة فتبعد الشعور بالجوع.

- الحليب ومشتقاته من الأطعمة المناسبة لوجبة السحور.

- شرب السوائل خصوصاً الماء بين وجبتي الإفطار والسحور بمعدل 8 إلى 10 أكواب.

- عدم تناول وجبتين كبيرتين في اليوم (الإفطار والسحور) ومن الأفضل تناول ثلاث وجبات ( إفطار، وجبة منتصف الليل، سحور).

- تناول الطعام ببطء ومضغه جيداً.

- التقليل من الملح والسكر في الطعام.

- التقليل من المخللات والتوابل والفلفل.

- عدم الشرب خلال الأكل.

- عدم شرب الشاي أو القهوة مباشرة بعد تناول وجبة الإفطار لأنهما يؤديان إلى سوء امتصاص الحديد وفقر الدم.

- تجنّب ملء المعدة بالطعام والشراب.

- التقليل من الحلويات والاستعاضة عنها بالفاكهة.

- التقليل من الكاربوهيدرات والإكثار من السلطة الخضراء بالليمون.

- تناول اللحوم البيضاء والأسماك والتقليل من اللحوم الحمراء.

ممارسة الرياضة في رمضان

- ممارسة الرياضة في شهر رمضان ضرورة صحية للحفاظ على حيوية الجسم، ذلك أن نظام الحياة اليومي ونظام الجسم يتغيران في الشهر الفضيل، فتقلّ ساعات النوم الليلي والنشاط الجسمي والبدني في النهار بالإضافة إلى تغيّر النظام الغذائي من حيث توقيت الوجبات وعددها ونوعها.

- ممارسة الرياضة في شهر رمضان تحصّن الجسم من الأمراض ويقضي على الخمول والكسل وتيزيد الرشاقة والنشاط والحيوية.

- للرياضة دور إصلاحي في التغلّب على سوء استغلال الوقت والطعام في شهر رمضان.

- تؤدي الرياضة دوراً مهماً في الحفاظ على توازن مكونات الجسم من سوائل وعضلات ودهون وعظام.

- تؤدي ممارسة الرياضة المعتدلة في جوّ معتدل الحرارة في رمضان إلى حرق الدهون وما خُزِّن طوال العام.

- يزيد الصيام والرياضة كفاءة عمل الكبد والجهاز العضلي ويخلّصان الجسم من الشحوم وينشّطان عملية التمثيل الغذائي.

- أفضل الأوقات لممارسة الرياضة تكون بعد الإفطار بـ 3 إلى 4 ساعات، لأن ممارستها بعد عملية الهضم تمنع تخزين الجسم السعرات الحرارية التي دخلت إليه بعد وجبة الإفطار ما يساعد في إنقاص الوزن.

- يمكن ممارسة الرياضة قبل موعد الإفطار بساعة وليس قبل ذلك كي لا يتم استهلاك سوائل الجسم والسعرات الحرارية من بداية النهار فيتعّرض الجسم للجفاف والإرهاق.

- لا يُنصح بممارسة الرياضة بعد الإفطار مباشرة لأنها تعرقل عملية الهضم وتؤدي إلى حدوث عسر هضم، إذ يتوزع الدم بين الجهاز الهضمي والجهاز العضلي، فلا يحصل الجهاز الهضمي على كفايته من الدم والأوكسيجين لإتمام عملية الهضم.

- عدم ممارسة الرياضة خلال فترة الصيام في الأجواء الخارجية نظراً إلى ارتفاع درجة حرارة الجو في هذا الشهر ما يؤدي إلى اختلال قدرة الجسم في الحفاظ على درجة حرارته لفقد كميات كبيرة من السوائل وعدم القدرة على تعويضها.