يقول مخرج الفيلم الإيراني "هذا ليس فيلما" محبتي موسب "إن الفن حالة تجتاح المرء ولا يملك حيالها شيئاً". في محاولة لشرح واقع ومصير الفنان المخرج الإيراني جعفر بناهي المسجون سته أعوام في السجون الإيرانية والمحظور عليه إخراج الأفلام طوال 20 عاماً، عقاباً له على جرأته بتفكيره وشروعه في تصوير فيلم ينتقد النظام الإيراني ويطرح عبره سؤالاً جدير بأن نطرحه على أنفسنا، وهو: ماذا سيحل بمخرج ممنوع من إخراج الأفلام؟ أو مبدع ممنوع من ممارسه إبداعه؟
ولأن الفن حالة تجتاح المرء ولا يملك حيالها شيئاً، ومن بلاد تحظر حرية السينما إلى بلاد تتمتع بتاريخ طويل في السينما مثل مصر، خرج الفيلم المصري (واحد صحيح) للمخرج هادي الجبوري بنكهة مختلفة، حالة تشبه ثورة مصر ممتلئة بالشباب والحيوية والقفز على المحظورات وتسخير التقنية الحديثة من أجل خلق صورة باهرة ومدهشة جعلت كل من خرج من هذا الفيلم يشعر بمتعة عظيمة اسمها متعة الإدهاش، سيناريو ذكي، ومشاهد متوازنة وتمثيل محبوك، هذا غير العناصر الفنية الأخرى التي غزل المخرج خيوطها وجعل منها شبكة تصطاد روحك، وفيلماً جديراً بدخول المنافسة العالمية في مهرجان دبي الدولي للسينما.مهرجان دبي الدولي للسينما افتتح بفيلم أميركي اسمه "المهمة المستحيلة"، ومن وحي هذا العنوان ومن روح الجرأة والتحدي استمد المهرجان طبيعة عمله وثقته وقوته، ها قد أنجزنا المهمة المستحيلة سمعت هذه الكلمة تتردد بين جنبات المهرجان على لسان الشباب تعبيراً عن فرحة الفوز والإنجاز. وقد ذكر رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة أنهم في عام 2004 حين أُعلن عن مهرجان للسينما في دبي قيل لهم ما الحاجة له في بلاد لا تنتج السينما، وهم اليوم في دورة المهرجان الثامنة يدخلون بـ13 فيلماً إماراتياًَ و11 خليجياً هذا غير الأفلام العربية من المغرب ولبنان ومصر وتونس وفلسطين ها قد أنجزت المهمة المستحيلة.المهمة المستحيلة التي تصدت لها دبي في هذا المهرجان، تماماً كما في مشاريع أخرى ونجحت. أيضاً نجحت في بعث الأمل في نفوس الشباب ليصادقوا المستحيل ويطوعوه ويمشوا معه. المهرجان الذي استضاف معظم الفنانين المشاركين فيه من مخرجين وممثلين لم يمنح فرصة فقط من أجل التمتع بأفلام سينمائية لكنه جعل عيونهم تلمع فرحاً ودهشة من هذه المدينة التي نبتت في جوف الصحراء وتصدت لكل هذه المهمات المستحيلة.إنها الحقيقة الجميلة التي قالها محبتي موسب المخرج الإيراني عن الفن والإبداع تلك الحالة التي تجتاح الإنسان ولا يمتلك حيالها سوى أن يستجيب وينقاد لها، لتصبح بعد ذلك فرصة لإنجاز مهمة مستحيلة، وبواسطة الفن الذي يمنح مثل هذه الفرص لن يكون هناك مستحيل.
أخر كلام
دبي والمهمة المستحيلة
17-12-2011