إن المعارضة ليست مهنة أو عادة محببة لدى البسطاء أو المحايدين الذين تحدثت عنهم في مقالات سابقة، ومن دفعهم للخروج الى الساحات هو خوفهم على مستقبلهم الذي لم يعد بيد سلطة تنفيذية ليس لديها غير أولوية واحدة هي البقاء، وهذا ما انشغلت فيه فغرقت تحت هدير «ارحل» يا جماعة «اصحوا وافهموها».

Ad

من خلال مجموعة من التغريدات المتلاحقة على "تويتر"، رسمت ملامح مقال اليوم الذي حاولت الخروج فيه عن عقيدة "مو وقته" التي ضيعت التيار الوطني الديمقراطي وجعلت الطارئين يتقافزون عليه، ويزايدون على تاريخه الذي توقف منذ انتخابات 1999، وهذا تحليلي الشخصي.

في التغريدة الأولى قلت "من للطبقة الوسطى؟ من يكترث لهموم البسطاء؟ انتخبوا من يمثلكم"، عندما أنظر إلى خطاب من يفترض أنهم يمثلون فكري وتوجهي السياسي فلا أجد "الحافي" المكترث بهموم "الحفاي" ومشاكلهم التافهة مثل غلاء الأسعار والسكن، لأن أغلبهم متحفز لمعاركه الخاصة التي سيخوضها بعد النجاح وبأصواتنا.

في التغريدة الثانية سجلت ملاحظة أعتبرها عامة لجميع المرشحين، وهي "هل أصبحت القضية الإسكانية واحتكار الأراضي تافهة كي لا توضع على لسان المرشحين؟"، وبالفعل لم أسمع أحداً يتكلم بقوة عن الكارثة التي يعيشها شباب المرحلة الحالية وسيعيشها شباب المرحلة القادمة، وهي أزمة السكن وغلاء أسعار الأراضي، لأن همّ المرشحين خصوصاً من النواب السابقين موزع ما بين الصفويين والتكفيريين، وما بين القبيضة والأحرار، وما بين بيوت الطين وبيوت الشعر، وألحقت التغريدة السابقة بـ"محاربة الفساد مهمة لا تنتهي وقسم كل نائب يتضمن الذود عن مصالح الشعب وأمواله لكن متى يأتي دور القضية الإسكانية؟".

"خطة التنمية سأتركها لمصالح التجار وتفاخر الدولة بما أنجز منها... ما يريده البسطاء هو سكن محترم وعيش كريم" تلك كانت التغريدة الرابعة، وفيها كنت واضحاً، فخطة التنمية لا تعنيني كمواطن عادي، وهي من نصيب التجار زادهم الله من خيره؛ لأنهم عملوا واجتهدوا لتكوين ثرواتهم، أما نحن البسطاء فلا نريد غير الأمور البسيطة، وأما الحكومة التي ستناضل من أجل التنمية فجل همها مرتكز على عمل "البروشورات" وتضخيم كل حجر أساس بدون أي أساس.

وواصلت القصف "السلطة لا تسمع صوت البسطاء حتى تجمعوا في ساحة الإرادة وسوف تسمعهم مجدداً طالما تجاهلت مطالبهم البسيطة"، وتلك رسالة واضحة لأي حكومة قادمة؛ مستقبل الشباب وهموم الحاضر هما برنامج عملها، ومهما استجابت لمطالب النواب فلن يكون تحالفها الأقوى سوى مع الناس الذين سيحافظون على بقائها لارتباطها بتحقيق مطالبهم واحتياجاتهم وإذا سارت على طريق من سبقها فستواجه نفس مصيرها.

إن المعارضة ليست مهنة أو عادة محببة لدى البسطاء أو المحايدين الذين تحدثت عنهم في مقالات سابقة، ومن دفعهم للخروج الى الساحات هو خوفهم على مستقبلهم الذي لم يعد بيد سلطة تنفيذية ليس لديها غير أولوية واحدة هي البقاء، وهذا ما انشغلت فيه فغرقت تحت هدير «ارحل»، يا جماعة «اصحوا وافهموها»: الجامعة بدأت ترفض قبول خريجي الثانوية، والماء بات ينقطع في الصيف، ومؤشر استهلاك الكهرباء يعكس مستوى غضب الناس "أحمر... أحمر"، وأسعار الأراضي في قفارنا توازي أسعار القصور المطلة على البحيرات في أوروبا، ولن أتحدث عن الفساد، وسأكتفي بما سبق، فهو القوة الأكبر التي غيرت تاريخ الكويت السياسي.

أختم بما ختمت به تغريداتي الغاضبة "سأترك تحرير اتحاد الكرة للتيار الوطني وتطهير المجلس من المجلس للشعبي وتعديل المادة الثانية للمطاوعة، أنا همي تحرير أراضي الدولة للسكن"، فمن ينتصر لهمومنا التافهة نحن الطبقة الوسطى ومعها الدنيا؟... "حتى الآن ما بيّنت فيلكا"!