الداخلية ... بين الطمطمة و المرمطة !
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
وهذه العبارات وإن عبرت عن نكسة خطيرة لما يدور في بعض دهاليز وزارة الداخلية، ويلوح بالعصا الغليظة لرجال الأمن، فإن مثل هذا الشعار لا يمثل سوى حبر على ورق، فحالات "الطمطمة" في المخافر وفي إدارة التحقيقات وسياسة "شيّلني وأشيّلك" بدءاً بحوادث السيارات، وحتى إن بعض القضايا الجنائية بين بعض المسؤولين والقياديين الكبار متجذرة كعرف متفق عليه، وهناك حالات متنوعة للصراع الداخلي بين ما يطلق عليه الأميركيون GOOD COPS وBAD COPS، أو الشرطيون السيئون والشرطيون الصالحون.وقضية بيان لا يمكن الرهان عليها كأساس للإصلاح في وزارة الداخلية، لأنها لم تفلت من "الطمطمة" التي مورست وتم التخطيط لها، ولكن التحرك النيابي الشرس وتفاعل الصحافة والهجوم الكاسح من شباب "النت" كانت أهم العوامل التي قلبت الدنيا على رأس وزارة الداخلية، وزاد هذا النجاح الشعبي التهديد المباشر للسيد الوزير بالمساءلة الفورية، وبزخم برلماني معارض كبير، خصوصا ضد قيادات القوات الخاصة التي قدمت مادة دسمة، وعلى طبق من ذهب لطلاب الاستجوابات في ظل الارتباك الشديد لمسؤولي "الداخلية"، والسعي السريع للتبرؤ من الفاسدين!وبالفعل أثبتت أحداث بيان أن التأزيم السياسي المزعوم قد ينجح وبامتياز في مثل هذه الظروف، وأن بعض المسؤولين بالفعل يعدون مثالاً صادقاً لمقولة "تخاف وما تستحي"، ووفقاً لهذه المعادلة فإن على الأخ الفاضل وزير الداخلية أن يبرهن صدق شعارات الإصلاح وجديتها لعدد من قيادييه المتورطين في قضايا أخطر وأكبر من قضية بيان، ومنها قضية الشاب قتيل الجابرية، ومنها تلاعب بعض كبار الضباط في سجلات المرور، وتعليمات الضبط والإحضار ومنع السفر، رغم أنهم لا يمتون لهذه القطاعات بأي صلة وظيفية، ولكن من باب تنفيذ الأوامر من خارج الوزارة، ومقابل رواتب شهرية ثابتة، وهذه الملفات على طاولة الوزير منذ شهور عدة ولم يحرك فيها ساكناً، وإذا كان إعصار العيد قد نجح في بيان فلا يمنع حدوث إعصار آخر بعد العيد!