كتابٌ قيّمٌ بل هو دراسة محكمة، يأخذك الباحث من خلالها للتعرف على مصطلح "المراهقة" في كتب التراث الإسلامي؛ بدءاً بالقرآن الكريم ومروراً بكتب السنّة والتفسير والفقه واللغة وشروح الحديث وكتب الآداب والزهد، ومن ثم يأخذك معه في مقارنة لمعنى هذا المصطلح في هذه الكتب مع كتب علم النفس وعلم نفس النمو وكل ما ألف عن المراهقة، سواء كان ذا توجه إسلامي أو أجنبي.  لقد أجاب الباحث الفاضل الأستاذ عبدالله الطارقي عن تساؤل كان يحيرني كثيرا في تربية الأبناء، لأنني من خلال قراءاتي ودراساتي أصبحت على يقين بأن مفتاح تنمية ذكاء الطفل وتطويره في سنواته الأولى هو التحدث والتفاعل معه، وإشباع فضوله في اكتشاف بيئته المحيطة به.

Ad

إلا أنني مازلت أبحث وأقارن عن أفضل الطرق، ومتى الوقت المناسب في عمر الطفل ليبدأ معه المربي بتربية أبنائه تربية تقوي شخصيتهم، وتجعل منهم أشخاصا مفكرين ومتأملين، أشخاصا يعرفون ماذا يقولون، ومتى  يتحدثون، ترى فيهم رغم صغر سنهم رجالاً ونساءً متحدثين في المجالس؛ لديهم قوة الإدراك والتصور وقوة الإرادة والفعل، أطفالا مهذبة نفوسهم قادرين على استشعار قدرة ربهم في خلقه، وقادرين على تأجيل حاجاتهم وكبت غضبهم، واحترام كبيرهم.  صفات كثيرة افتقدناها في الزمن الحالي رغم أنها كانت في زماننا وزمان آبائنا وأجدادنا. يبين لنا الأستاذ الفاضل عبدالله الطارقي في كتابه "دعه فإنه مراهق"، أن فترة المراهقة للفرد هي فترة ماقبل البلوغ، يعني بشكل تقريبي من سن عشر سنوات إلى سن الخامسة عشرة للأولاد ومن سن التاسعة إلى سن الثانية عشرة للبنات، وبعدها يدخل الفرد سن البلوغ ويعامل ويحاسب معاملة البالغ العاقل، متى ما ظهرت عليه علامات البلوغ، وعليه فإن على كل مربٍّ أن يستغل فترة المراهقة لتدريب المراهق على السلوكيات المقبولة ليلتزم بها في مرحلة البلوغ وما بعدها. أما فترة الطفولة فهي فترة التأمل بعظمة الله سبحانه وتعالى، وفترة تلقين الطفل ذكر الله، وتعويده على التأمل بكل ما حوله واستشعار عظمته، لتهذيب نفسه وتعليمها مخافة الله سبحانه وتعالى وخشيته.

مخلص القول:

يعتبر هذا الكتاب اللبنة الأولى التي يستعين بها كل مربٍّ ليقوم من خلاله برسم خطة التربية السليمة التي تساعد أبناءنا على فهم حياتهم والسيطرة عليها، والقدرة على حل مشكلاتهم، وتكوين علاقات اجتماعية وأسرية ناجحة في ظل شريعة إسلامية صحيحة، وغير مشوهة.