نرفع سيف الشرف في كل وقت وحين، وننبذ التعصب والطائفية وشراء الأصوات بكل جرأة وفي العلن، وما إن نخلو إلى شياطيننا- عليها من الله ما تستحق- حتى يصبح زئير الأسد الذي كنا نطلقه قبل قليل مواء قطة وديعة. منّا من يبيع صوته مقابل علاقاته الاجتماعية، فزيد صديقي ولا أريد أن أخسره، وعمرو أخ لم تلده أمي رغم اختلافي معه، فمن أجل صداقته بعت صوتي، وأسرتي ومحيطي الاجتماعي يمارسان الضغط عليّ، ولا أريد أن أظهر بمظهر الابن العاق لأسرته ولا الشاذ عن بيئته، فاشتريت نظرات الرضا منهم بنفس الوقت الذي بعت فيه نفسي. نحاول التبرير لأنفسنا ولمن حولنا بكل الوسائل، نحاول أن نشتري راحة ضميرنا المعذب- إن وجد- الذي بعنا جزءاً كبيراً منه بتصويتنا لأسباب غير الكفاءة، فنتعذر أن النائب مهمته أن يسهل مهام المواطنين، وفلان أنجز معاملتي العالقة منذ شهور... فهو كفاءة. وفلان خريج "فرعية"، وهو ضامن الفوز بنسبة 100% فلماذا لا أستفيد منه وأعمل معه بمقابل مالي يساعدني على دفع تذكرة سينما وعشاء فخم بالإضافة إلى "آي فون"، وإن كان المرشح الراشي "ولد خير ونعمة" فأسافر نظير ما سيدفعه لي، فهو ضامن الفوز وما أفعله لن يضر الكويت.  كم من رخيص في كويتنا الغالية، يبيع حق تمثيله لمدة 4 سنوات بمبلغ إن قسم على 48 شهراً فإنه سيكون أقل من راتب عامل النظافة المسكين، وكم من شخص أرخص يبيع كويتنا الغالية بإشعال الفتنة فيها ليجد من يخدعه بصراخه العالي مدافعاً عن طائفة بعينها وقبيلة بذاتها، وهو يضحك بينه وبين نفسه بعد مسرحيته التافهة ويقول في نفسه "ما أغباهم!". لنعلم أن نواب الطائفة الواحدة سنّة كانوا أم شيعة مستفيدون من وجود أعدائهم، فلولا وجودهم لما استمروا، ولولا وجود هايف والطبطبائي والمسلّم والحربش من جهة، لما وجد القلاف والدويسان وعاشور والزلزلة... ولولا وجود نواب الموالاة على الحق والباطل من جهة، لما وجد نواب المعارضة على الحق والباطل من جهة أخرى. أخواتي وإخواني الناخبين... سنتوجه إلى الصناديق بعد أقل من شهر ونحن أمام خيارين لا ثالث لهما: أن نشتري أنفسنا من خلال تصويتنا لمبادئنا بعيداً عن الضغوط- وهو أمر يحتاج إلى شجاعة- أو أن نبيع أصواتنا وضمائرنا وكويتنا بثمن بخس سواء كان مادياً أم اجتماعياً، ومن ثم نخدر عقولنا بوضع رؤوسنا على الوسادة، نتمتم بأعذار لا تخدع أحدا سوانا... لنقوم صباحا متأففين متململين نسبّ ونلعن بهذا المجلس الفاسد المؤزم... بزئير أسد وببراءة ملاك.
Ad