من وحي الثورات العربية التي انطلقت في تونس والقاهرة حاول الزوج السعودي إطلاق نكتة تقول «الزوج يريد تغيير المدام»، ورغم توفيقه في وزن الشعار الغنائي على وزن الشعب يريد إسقاط النظام فإن هذه النكتة، التي جاءت في زمن التغيير والثورات وانتزاع الحقوق من النظام المستبد، كانت نتيجتها «لم يضحك أحد».
لم يضحك أحد لأن البيوت السعودية امتلأت بالمطلقات والعوانس -كما يصفهن المجتمع- وقد وصلت نسبة الطلاق في السعودية إلى حد لا تجده إلا في كندا، حالة طلاق واحدة مقابل كل ثلاث حالات زواج، وقد أعلنت وزارة الخدمة الاجتماعية وقوع أكثر من 25 ألف حالة طلاق في عام 2009 مقابل 120 ألف حالة زواج في العام ذاته، كما بلغت نسبة الطلاق في جدة 60 في المئة، و39 في المئة في منطقة الرياض، أما عدد النساء اللاتي لم يتزوجن وهن في سن 30 عاما فقد بلغ تقريباً مليوني امرأة، هل عرفتم لماذا لم يضحك أحد؟البعض يرى أن ارتفاع نسبة الطلاق هو حالة من التقدم التي دفع ثمنها النساء، والبعض يرى أن هذا ثمن تمردهن على قوانين الثقافة التقليدية. سبقت النساء الشعوب العربية لكنهن دفعن الثمن بصمت وبدون مسيرات في الشارع، فالفتيات في السعودية مثل الشعوب العربية طمحت إلى كسر احتكار السلطة الشمولية لمصلحة طرف واحد، كما رغبت في الديمقراطية والمشاركة والعدل والرقابة التي تحفظ عدم تفشي الفساد، لكن الزوج مثل الأنظمة العربية لا يريد أن يفهم إلا متأخراً ويريد الزوجة كما أرادت الأنظمة العربية شعوبها راضخة وراضية، حامدة أو شاكرة. والزوج مثل الحاكم العربي وريث السلطة عن آبائه، والحاكم الفرد الصمد لا يحب الزوجة أن تسأله من أين لك هذا ولا أين ذهبت؟ نسي الزوج كما نسي النظام العربي أن شعبه لم يعد هو نفسه الشعب القديم فقد أصبح مستنيراً، منفتحاً على العالم المتقدم متواصلاً معه عن طريق وسائل العولمة، ومثلما شاهد الشعب العربي شعب أميركا ينتخب رجلاً أسود، وشاهد القانون وهو يحاكم مدير صندوق النقد الدولي فإن الزوجة أصبحت تشاهد مهند التركي المدبلج وهو يدلع نور.الزوجات العربيات بفضل القانون، الذي يضمن للزوجة المسكن، يستطعن رفع شعار ارحل للزوج، لكن الزوجة السعودية هي التي عليها أن ترحل، ورغم هذا رحلت. لم تعد العائلات السعودية ترغم فتياتها على التعايش مع زوج يريد العيش في خيمة القذافي المستبد، وكذلك الفتيات المليونيات اخترن البقاء في بيوتهن على العيش مع علي زين العابدين أو حسني مبارك أو علي عبدالله صالح، لهذا فإن الزوج حين جرب أن يستظرف نفسه على أنغام الثورة العربية ورفع شعار الزوج يريد تغيير المدام ردت عليه الزوجة «ارحل».
أخر كلام
الزوج يريد تغيير المدام
18-06-2011