هذه هي الديمقراطية!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
غير صحيٍّ وليس صحيحاً على الإطلاق أن يكون للبرلمان الأردني أو لأي برلمان في دولة ديمقراطية بالفعل صوت واحد ورأي واحد، وإلا لما كانت له حاجة أساساً، فالشعوب التي تُساق بالعصيّ كقطعان الأغنام هي التي لا تعرف تعددية الآراء وتعددية الأحزاب والتيارات السياسية المختلفة، ولهذا فإن ما جرى مساء أمس الأول في بيت الشرعية الأردنية وما يجري دائماً وأبداً في البرلمان الكويتي هو الدليل على حيوية الشعبين الشقيقين، وهو الدليل على أن هذين البلدين دخلا فعلاً وحقيقة منظومة دول القرن الحادي والعشرين.إن المجالس التي تسمى مجالس شعبية «لا هي برلمانات ولا هم يحزنون»، ولذا فإنه لابد من الاعتراف بأن ما جرى في البرلمان الأردني هو تأكيد أن الأردن بدأ عملية الإصلاح مبكراً، وأنه حقق إنجازات فعلية في هذا المجال يجب عدم الاكتفاء بها، ويجب مواصلة العمل الدؤوب للوصول إلى ما يحقق رغبات الأردنيين وتطلعاتهم التي هي تطلعات مشروعة ومحقة رغم أنها تُحلَّقُ في السماء.إن هذه هي ضريبة الديمقراطية وضريبة التعددية السياسية، ويقيناً لو أن ما جرى في البرلمان الأردني، إذ علا الصراخ وارتفعت الأصوات ولوح البعض بقبضاتهم، لم يجرِ على غرار ديمقراطية أحذية جنرالات الانقلابات العسكرية، لكان على الأردنيين أن يخرجوا بمظاهرة من خمسة ملايين إنسان ليطالبوا بإعدام هذا البرلمان وتكفينه ودفنه غير مأسوف لا على شبابه ولا على شيخوخته.