محمد علي باشا، أو "العزيز" كما يُطلق عليه، هو مؤسس مصر الحديثة، اعتلى عرشها عام 1805 وحارب المماليك والإنكليز، كما وسع دولته جنوبا بضمه للسودان، وقد انتعشت الدولة في عهده في المجالات كافة، إلى أن سقطت مع ثورة يونيو 1952 بإعلان الجمهورية، ولقد تم إنشاء شارع باسمه وسط القاهرة.
واللافت هنا أن شارع محمد علي أصبح مركزا للفنون الشرقية، فمن يحتاج إلى راقصة محترفة أو طبال أو فرقة للموسيقى الشرقية فما عليه سوى التوجه إلى هذا الشارع، حيث يحصل بسهولة على كل احتياجاته!ومن المؤكد أن باشا مصر لم يُرِد لتاريخه واسمه أن يلتصق بمهنة "هز الوسط"، كما أننا هنا في الكويت لا نقبل بأي حال من الأحوال أن يصل "هز الوسط" النيابي إلى قاعة البرلمان التي ارتبطت باسم "عبدالله السالم" أبو الدستور!لسنا هنا في صدد إلقاء مسؤولية الأحداث الأخيرة على جهة دون أخرى، فالكل شركاء والكل يتحمل قدراً من المسؤولية مهما كان حجمها، ومن غير المنصف كذلك إلقاء اللائمة على المواطن البسيط، فمن حق هذا المواطن النزول إلى الشارع والتعبير عن رأيه وفق الأطر القانونية التي كفلها الدستور، كما أنه في الوقت نفسه من واجب "النخب" إرشاد الشارع العام وتهذيب مساره، ولكن من الواضح أن المتصدين للشأن العام ومن يضعون أنفسهم موضع الصدارة من نواب وسياسيين وغيرهم يفتقدون أبسط مقومات القيادة والقدوة، وهنا مربط الفرس. فأداء السلطة التنفيذية والحكومات المتعاقبة لم يتطور كثيرا منذ زمن، ولطالما كانت المعارضة "الوطنية" هي صمام الأمان لكويت الدستور، وتهالك هذا الصمام اليوم، بل تلاشت فكرة "المعارضة الرشيدة" وهذا يعتبر من أهم مسببات الأوضاع المتردية في البلد. والحل برأي الكثيرين لا يمكن اختزاله بـ"هراوة" ترقص على جسد الشعب، بل في تطبيق القانون على الجميع.خربشة:لسانك لا تذكر به عورة امرئٍفكلك عوراتٌ وللناس ألسنُ
مقالات
ديمقراطية شارع محمد علي
19-11-2011