في الحياة ينقسم البشر نوعين: الأول يرفعك ويعلي سقف طموحاتك، ويشجعك ويصر على الإيمان بك حتى إن فقدت إيمانك بنفسك، والثاني من يكسرك ويحطم أحلامك بفأس الحقد والكراهية، ويغذي روحك بسموم الكراهية، ويتلذذ بإحباطك إلى أن تفقد إيمانك بنفسك.

Ad

حين يرحلون تظل ذكراهم العطرة في قلوبنا، أولئك الذين آمنوا بأحلامنا وطموحاتنا وجعلوها ممكنة، حين يرحلون فإنهم يتركون في سماء حياتنا عبق المسك والعود، نتذكرهم ونحن نبتسم ولا نملك سوى أن ندعو لهم حينما نتذكر كيف ساعدونا على الوصول إلى جزء من أحلامنا، وكانوا هناك يستمعون لنا بقلب صافٍ ونية مخلصة.

حين يرحلون بسبب انشغالات الحياة، ومشاغلنا اليومية نتذكرهم كقصة محببة لطفل بريء يتلذذ بالاستماع إليها حتى يغفو بسلام، هكذا هم يجعلون حتى لذكراهم فعل الراحة والسلام على نفوسنا.

وهناك من لا يملكون سوى نفوس مريضة، اتشحت بالسواد لا تتلذذ سوى بتصغير أحلامنا، والاستهزاء بطموحاتنا وتهميش ذواتنا، يتفننون بحرب الكلام، ويجيدون الحقد بأرفع المستويات، ولا يريدون سوى لحياتك الدمار، هم من لا يتمنون الخير لغيرهم حتى إن كانوا قريبين منهم، خلقوا هكذا كنبت شيطاني سامّ يقتل من يقترب منه وبهدوء.

هؤلاء... من نتمى رحيلهم، فهم من لا يرون سوى الجزء الفارغ من الكأس، وهم من لم يؤمنوا بالقدر ومشيئة الله، وتناسوا النعم التي أسبغها الله عليهم، وجعلوا من كلامهم تذمرا متواصلا وسخطا دائما، وهم من يجعلوننا نتلون بالسواد، ويتفننون بجعل غيوم الاكتئاب تحوم في سمائنا من فرط تشاؤمهم وأحقادهم وغضبهم وتذمرهم.

في الحياة ينقسم البشر نوعين: الأول يرفعك ويعلي سقف طموحاتك، ويشجعك ويصر على الإيمان بك حتى إن فقدت إيمانك بنفسك، والثاني من يكسرك ويحطم أحلامك بفأس الحقد والكراهية، ويغذي روحك بسموم الكراهية، ويتلذذ بإحباطك إلى أن تفقد إيمانك بنفسك.

والغريب أن هناك من لا تعرفه، يستقبلك بابتسامة ملائكية ويدعو لك بنية مخلصة، ويتمنى السعادة لك فعلا لسبب بسيط أنه متصالح مع ذاته، أولئك الذين يمرون عليك كنسمة لطيفة لا تشعر بهم، وهم يغادرون المكان، ونتمنى بقاءهم في حياتنا.

قفلة:

صدق الرائع جبران خليل جبران حينما قال: ما أنبل القلب الحزين الذي لا يمنعه حزنه أن ينشد أغنية مع القلوب الفرحة!!