لكل انتخابات برلمانية لون مميز ونكهة خاصة، والانتخابات القادمة تذكرنا بتلك التي أعقبت حل مجلس الأمة صيف 2006، عندما صبغ شباب الكويت العرس الديمقراطي باللون البرتقالي، وأطلقوا بإرادتهم وحراكهم الراقي اسم «الإرادة» على الساحة المجاورة لمبنى مجلس الأمة، لتصبح معْلماً ديمقراطياً من معالم الكويت. فيومها، تسامى شباب الكويت فوق جراحهم وتناسوا كل خلافاتهم ووضعوا مصلحة حبيبتهم الكويت فوق كل اعتبار، يومها، لم يتمكن أحد من كسر عزيمتهم، بل كسروا هم بإصرارهم الوطني الأصيل حاجز الخوف وقادوا الشارع الكويتي إلى استحقاق تعديل الدوائر الانتخابية، وفرضوا وجودهم في مقدمة الحراك السياسي الوطني. وها هم بعد خمس سنوات، يقفون اليوم مجتمعين على أرض الوطن نفسها ليطالبوا بعلاج هذا المجتمع من أمراض الفئوية والطائفية وكل ما من شأنه تفتيت النسيج الاجتماعي الكويتي، وتحصين المؤسسات الدستورية من الفساد. إن صراع الخبرة مقابل الشباب الذي يسعى البعض إلى ترسيخه خلال هذه الانتخابات ما هو إلا محاولة يائسة لخلط الأوراق، ولإخافة الناخب من مجهول «مصطنع» لا أكثر! حيث إن عطاء شباب الكويت في المجالات كافة أمر لا يحتاج إلى إيضاح، وبصمتهم الأصيلة واضحة ومحفورة في مسيرة التضحية والعطاء الوطني، ومن هنا نؤكد مجدداً حقيقة أن العمل السياسي لا يخضع لسن تقاعدية أو لتاريخ محدد لانتهاء الصلاحية! فقدرة الفرد على العطاء والإنجاز هي التي تحدد ذلك. ولاشك أن امتزاج عناصر الخبرة بحيوية وديناميكية وطموح الشباب أمر لا بد من استثماره في مجتمعنا الشاب، أما محاولة إلغاء أي فرد للآخر فهي فكرة غير مجدية في مجتمع يشكل الشباب أغلبية أفراده.
خربشة: كيف لم يعمل أي عضو أمة سابق على تعديل الآلية المريضة المستخدمة في تحديد وإنشاء المقار الانتخابية!؟
مقالات
البركة في الشباب
24-12-2011