لحية وعمامة وحجاب
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
هذا الأخير لا يرى بأسا في ممارسة الديمقراطية كفعل حضاري وصورته التي اعتاد عليها الجمهور الانتخابي هي لحية أقل وتوجه مختلف، فهو يرى امكانية تزاوج الدولة المدنية بالدولة الدينية والوصول الى سدة التشريع بأغلبية بإمكانها التحرك نحو تشريع ديني يتغلب على التشريع المدني. وبالرغم من أن الواقع يشهد تذبذب حركة دخول مرشحي هذا التيار الا أنها صورة لها قبول في الساحة السياسية لا يمكن انكارها. الصورة الثالثة، هي صورة مرشح يعتمد على عمامته كدلالة على توجهه الديني وهي صورة تكسب بغض النظر عن الاقتناع بأدائها البرلماني. صورة لها جمهورها الذي يرى ضرورة وجودها اثباتا لكيانها الاجتماعي والسياسي.الصورة الأخيرة، هي صورة المرأة التي احتلت مراكز طيبة في الانتخابات الماضية ودخلت امرأتان بحجاب وامرأتان بدون حجاب، وهما صورتان لقيتا قبولا للمرأة المثقفة، سواء كانت ليبرالية أو محافظة، التي بإمكانها أن تضيف للمجلس قضية المرأة والطفل اعتمادا على الخبرات الأكاديمية والاقتصادية. ولكن هذه الصورة لم تقدم ما توقعه منها المجتمع والمرأة بالذات. وما حدث في ما بعد هو عدم توافق الصورة مع الأداء ولم تقدم المرأة الكثير لا على المستوى النسوي ولا على المستوى السياسي واتفقت في ذلك الصورتان الليبرالية والمحافظة. وتكررت الصورة النمطية في هذه الانتخابات لكنها لم تقدم اضافة في الطرح السياسي ولم يعد بريق الصورة جذابا. صورة المرأة تواجدت بشكل كثيف في المناطق الحضرية وتظهر على استحياء في المناطق البدوية لصورة المرأة المحجبة والتي تتصادم مع رفض اجتماعي لكنه رفض لن يستمر طويلا.الملاحظة الأهم هنا هي ابتعاد الصورة الأكثر دلالة على طبقات أو فئات اجتماعية تكاد تكون مغيبة بفعل الواقع. فطبيعة المجتمع الكويتي الاجتماعية لا تتوافر فيها صورة للمرشح العمالي أو المزارع كما هو الحال بالنسبة للمرشح التاجر أو مرشح الطائفة. وتلك الصورة لها الدلالة الأهم وهو تلاشي الطبقات في مجتمع أغلبه من موظفي الحكومة.