«إن قيمة الإنسان أو ما يستحقه هذا الإنسان مقدار ما يدفعه مقابل استخدام قدراته». توماس هوبز.

Ad

تواجهنا مدارس فكرية متعددة تحت مظلة العلاقات الدولية, ولا نختلف كمهتمين بالمجتمع الدولي إلا عندما يأتي الحديث عن عجز أو تأخر العالم العربي، فبينما يذهب البعض إلى أن هناك عوامل في الخصائص البنيوية structure في العالم العربي تؤدي إلى تحجيم فعالياته، وتعطيل أدائه، وعجزه عن القيام بدور فاعل دوليا.

يذهب البعض من عشاق «نظرية المؤامرة» إلى الاعتقاد باستمرار ظهور مشاريع دولية تسعى إلى تطويق و»تحجيم» قدرات العالم العربي، ولكن التغييرات التي نشهدها اليوم باعتقادي ليست متعلقة بالبنية أو الهيكلية أو حتى التآمر بقدر ما هي متعلقة بالقواعد والسلوك والتحول في موازين القيم.

فالعالم العربي فقد الكثير من مصداقيته في أن يقوم بدور الفاعل، ويصبح متخذ قرار في المجتمع الدولي، ويفسر العديد من الباحثين  سبب الإنجاز المحدود بوجود التحديات الداخلية التي تواجهها الدول العربية، بالإضافة إلى اهتزاز الثقة بعلاقاتها الثنائية.

ستون عاما مرت، والقمم العربية تنتهي بالإجماع على تقييم العمل العربي المشترك وتنقية العلاقات البينية من الشوائب، فماذا تغير اليوم؟! أتساءل بعد متابعتي اجتماع وزراء الخارجية العرب خلال الأسبوع الماضي الذي تزامن مع استقالة كفاءة كويتية فاعلة دوليا، وأعني بذلك الشيخ الدكتور محمد الصباح صاحب الخطوات التنفيذية في العلاقات الكويتية بمحيطها العربي المتغير منذ اجتماع الجامعة  العربية في الأردن عام 2001، مرورا باجتماعات «عراق ما بعد صدام»، ودول الجوار منذ عام 2003، وانتهاء باجتماعات الجامعة في فترة ما بعد ربيع العرب، 2011.

وعودة إلى المبادرة العربية التي أطلقها وزراء الخارجية الأسبوع الماضي، فبعد سنوات من تجاهل الأنظمة العربية والجامعة العربية أيضا لمطالب الشعوب، قرر النظام السوري استقبال وفد الجامعة بعضوية مصر والجزائر وسلطنة عمان والسودان رغم تحفظه في البداية على الرئاسة القطرية, ووسط احتجاج الشارع السوري على مبدأ الحوار.

ومن يدري فقد تصبح خطوة أولى بالاتجاه الصحيح، ولكن على الجهاز التنفيذي للجامعة أن يلتفت إلى البناء الديمقراطي الجديد في دول كتونس بعد ثورة الياسمين، والتي تشهد انطلاق أول انتخابات ديمقراطية لاختيار المجلس التأسيسي بمشاركة التونسيين في المهجر.

ومصر التي تخوض الانتخابات بقوائم عديدة، ومنها «تحالف الثورة» بـ300 مرشح في 33 دائرة والتحالف, رغم إشكالية تسجيله كحزب، يتضمن «كوكتيلا» سياسيا من «الشعبي الاشتراكي» و«المصري» و«المساواة والتنمية» و«مصر الحرية» و«الاشتراكي المصري».

خلاصة الحديث، على الجامعة العربية استحداث نظام إداري جديد لاستيعاب أولويات العمل العربي في فترة ما بعد انتفاضة ربيع العرب و«هندسة» الأنظمة الديمقراطية الجديدة المصاحبة لربيع الشمال الإفريقي وثورة الياسمين.

كلمة أخيرة:

بعد كارثة إشاعات «الحصيلة المليونية للنواب»، أتمنى ألا يمتنع البعض الذين لم يتهموا بالرشوة عن حضور اللجان والجلسات بحجة عدم الرضا عن الحكومة، ويتركوا تشريع القوانين بأيدي النواب المتهمين «بالرشوة»؟!