تأخذك الرياض إلى حيث تشتهي
خلفك رمضاء "الربوة"، وأمامك "الملز" يبسط كفيه للريح، منذ عهد مضى، وأنت تغرس شرايينك هنا منذ بياض الضحكة المجلجلة، وبلّور الشتاء، والغيوم التي ألفتها طفلا، وائتلفتك يافعا، الغيوم التي ترسمها حيثما تشتهي، وتتوارى خلفها النجوم. منذ كرّاسة المدرسة، وخيالات المُشتهى الأول، منذ الخطوة الأولى، حيث خلّفك والدك للربى النجدية، يافعا كما ينبغي للبراءة أن تكون، ومنتصبا كنخلة نجدية، تُغالب رَوح اليمام، وتتهيأ كفاك للدهشة. فجر العيد لم أكن أرغب في التحليق ولكنني نسيت الغيوم في محلّها اليوم فجر العيد يا أمّاه المبخرة التي أطلقت عنانها ذات مساء تحلّق بأفئدة الصبية الصغار لم أكن أدرك أن مجيئك يستدعي ضجيج المدينة بكامل زيّه وهندامه، لم أكن أعلم أن المدينة الصغيرة تخرج من رحم الأمهات الطيبات، بالضبط كما وهبتنا ذات مساء لنافذة في أقصى بقاع اليمامة، وتركتنا – كما نحن- نفترش ظلال صوتك، ونمسك بالنور، كي لا تنطلق مُدية بكف القُساة، والرجال التائهين.
توابل
خيالات المُشتهى الأول
12-06-2011