أرسل الدكتور جيمس ماكنتوش خطاباً إلى نفسه سنة 1933 عندما كان في الأربعين، على أن يقرأ هذا الخطاب وهو في الخامسة والستين، وفي فبراير 1956 فتح الخطاب الذي انقضى على كتابته 23 عاما وقرأ ما تضمنه من نصائح، وليتنا جميعا نصنع مثله، لعلنا نفهم بعضنا أكثر... صغاراً وكباراً!
كثيراً ما يجد الكبار صعوبة في فهم من هم أصغر منهم عمراً، لا يعرفون ما يريدون وكيف يفكرون وبأي الطرق يتفاهمون، وعلى الرغم من أنهم مروا بنفس المراحل العمرية سابقاً، فإنهم نسوا كيف كانوا ينظرون إلى من يكبرهم في ذلك الوقت وما الذي يريدونه منه؟!الدكتور جيمس ماكنتوش أستاذ الصحة العامة الأسبق بجامعة لندن ابتكر حلاً فريداً وطريفاً للمسألة، فقد أرسل خطاباً إلى نفسه سنة 1933 عندما كان في الأربعين، على أن يقرأ هذا الخطاب وهو في الخامسة والستين، وفي فبراير 1956 فتح الخطاب الذي انقضى على كتابته 23 عاما وقرأ ما تضمنه من نصائح، ثم رد بخطاب آخر على نفسه!«خطاب إلى المستقبل»: عزيزي ماكنتوش...لقد ترددت أن أدعوك باسمك المجرد لأنني لا أعرفك بالقدر الذي يسمح لي بذلك، ولكن، مهما يكن الأمر، فإنه يخيل إلي أنك ستكون الرابح من نصيحة صديق أهديها لك! لقد ظهرت في شخصيتك عادات كريهة لعلها تزيد وضوحاً بمرور الوقت، أولها أنك أصبحت تثرثر كثيراً، فحاول أن تتخلص من هذه العادة، فهي بادرة عزوفك عن تلقي العلم عمن هم أصغر منك، فحاول أن تكون مستمعاً جيداً لكي تستفيد منهم!ثانياً... لا تحاول التشكيك في الناس ونواياهم، وتجنب التدخل في شؤون من هم أصغر منك؛ حتى إن كنت تظن أن في استطاعتك مساعدتهم، فإذا سئلت من أحدهم فأعطها إياه، واحذر أن تظن أن الحكمة التي تراها في نفسك قادرة على مساعدته دون أن يشعر أنه في حاجة إليها، لذلك، اصمت ودعه يعش حياته الخاصة!ثالثا... لا تحاول أن تجتذب العطف من الناس بتمثيل دور الرجل الذي مرت عليه الأعوام لكي تسمع منهم عبارات ودودة تقول إنك لم تزل ذا روح شابة، كن طبيعياً، وحاول أن تنمي ثلاث صفات في نفسك هي: تقدير الظروف، والتسامح، والنزاهة، وأعني بتقدير الظروف أن تكون لديك المقدرة على وضع نفسك مكان الآخرين، أما التسامح فأعني به القدرة على فهم وجهات نظر الآخرين والحكم عليهم على هذا الأساس، أما النزاهة فهي الروح المتسامية التي لا تقيد نفسها بأشياء تافهة!رابعاً... أهم نقطة أحب أن ألفت نظرك إليها هي أنك الآن في الخامسة والستين من عمرك وتوشك أن تعتزل الحياة، فاعتزلها بحق السماء ولا توهم نفسك أنك رجل استثنائي لا يجري عليك ما يجري على الآخرين، فنحن كلما كبرنا قلّت قدرتنا على نقد أنفسنا، ولست أعرف في هذا الصدد حكمة خيراً من التي قالها الروائي جورج ميريديت: يمكنك أن تقيس روح الشباب عندك، بمقدرتك على تقبل التعليقات الساخرة التي يطلقها عليك الذين تحبهم، دون أن يقل حبهم لك! المخلص... جيمس ماكنتوش.(رسالة الى الماضي)...عزيزي ماكنتوش... شكرا جزيلاً على خطابك الذي انقضى عليه 23 عاماً، لقد رأيتك وقوراً حين كنت تكتبه، ربما لأنك كنت تتحدث إلى رجل تسمح له سنه بأن يكون أباك، شكراً لنصيحتك المخلصة والتي سأحاول اتباعها ما استطعت! المخلص.. جيمس ماكنتوش!حسنا فعل الدكتور جيمس، وليتنا جميعا نصنع مثله، لعلنا نفهم بعضنا أكثر... صغاراً وكباراً!كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة
مقالات
رسالة... منه وإليه
14-06-2011