تختلف معاني ومدلولات لون العلم من دولة إلى أخرى، فلا يخرج العلم عن أربعة ألوان الأحمر والأسود والأخضر والأصفر بالإضافة إلى الأبيض، فالأحمر يعني الشراسة وقوة البأس لدى البعض، وقد يستدل به آخرون على الدماء التي سكبت ليصلوا إلى ما هم عليه الآن، أما الأسود فهو في نظرهم «يا سواد ليلكم» يا من تطمعون في أرضنا، أو أنه مهما طال الليل والمعاناة فإننا خرجنا وتطورنا وتقدمنا... هكذا يزعمون إن صدقوا!
ونأتي إلى الأخضر الذي يتفق الجميع تقريبا على رمزيته للحياة الهنيئة والتفاؤل بمستقبل جميل، أما الأصفر فيرمز إلى اختلاف الأعراق واندماجها تحت لواء واحد، وعكس ذلك تماما لدى شعوب أخرى، فيمثل عرقية بعينها يفتخر بها أهل البلد «قمة العنصرية»، أما الأزرق فهو لون الصفاء والنقاء وزرقة البحر.ذلك كان منظور أكثر الدول عندما اختارت لنفسها أعلاما تدل على خصوصية شعوبها وتميزها عن غيرها... ولو كان بالأعلام فقط. ولكن يبدو أن هناك خلفيات أخرى ودوافع مختلفة عند اختيار العلم، فليس كل الشعب هم من يختار شكل العلم وألوانه، بل يتم تكليف مؤرخين وفنانين لدراسة التاريخ وعمل التصميم وعرضه لاحقا.لنذهب شرقا ولننظر إلى أعلام دول شرق آسيا، سنلاحظ الدائرة التي تتوسط أعلامهم، فهناك أكثر من 12 دولة تستخدم الشكل الدائري، الذي يرمز عادة إلى الشمس، وأقرب الاحتمالات أن طبيعة الديانات وخاصة القديمة قد أضفت بطابعها على رموز هذه الدول وقيمها، والتي بدورها انعكست على العلم نفسه.ولن نبتعد كثيرا عن التأثير الديني، فها هي دول أوروبا تظهر تدينها في أعلامها، فأكثر من نصف هذه الدول يضع الصليب على العلم، بعكس دول أميركا الوسطى والبحر الكاريبي التي اتفقت على تضمين أعلام المستعمر القديم سواء أميركا أو بريطانيا في أعلامها، بالإضافة إلى طغيان اللون الأزرق وكثرة استخدامه.القارة السمراء لم تسلم من الانقياد وراء لون واحد، فلا يكاد يخلو منه علم أي من الدول باستثناء دول شمال إفريقيا وقليل من جيرانها، إنه الأصفر الفاقع أو الذهبي، فتراه تارة بالعرض وأخرى بالطول وأحيانا مثلث الشكل، وهكذا.لنعد إلى الشرق الأوسط، فقد اختارت 36 دولة الأحمر أو الأسود أو كلاهما كجزء من علمها، مع التشابه الكبير وأحيانا شبه التطابق بين هذه الأعلام، قد يكون المصمم هو نفسه لأكثر هذه الدول، فإن كان كذلك «ففلوسه حرام»!!.ويبقى أن نذكر أهم وأفضل علم رأته عينك، الأقرب إلى قلبك، يرتعش جسمك عند رؤيته، ويمتلئ صدرك عندما تمر بجانبه، يعاودك الحنين عندما تبتعد عن بلدك وتراه فجأة وتنتشي حينها، يشعرك بالفخر والانتماء والتفاني وتقديم كل ما لديك دون انتظار مقابل، إنه علم بلادك... أليس كذلك؟
مقالات
الخرقة الساحرة
23-07-2011