ما لهم ذنب أبد
![علي محمود خاجه](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1587579369153174500/1587579386000/1280x960.jpg)
المواطنون والنواب المقتحمون يعيشون عيشة طيبة ولله الحمد في الكويت، فولادتهم مجانية ودراستهم ورعايتهم الصحية كذلك، بل إن توظيفهم في الدولة إلزامي كما ينص الدستور، وزواجهم مدعوم من الدولة، وتكاثرهم مدعوم من الدولة، ورواتبهم تزداد بشكل دوري ومستمر، ومساكنهم مؤمَّنة من الدولة، وهنا أستدرك بأنني لا أعني أنه يجب عليهم السكوت عن الأخطاء الكثيرة من الحكومات المتعاقبة، ولكن هو مجرد تبيان لوضع قائم.بل إن المواطنين والمقتحمين منحوا أنفسهم إجازة من ثورتهم طوال أشهر الصيف لانشغالهم بظروف السفر، بمعنى أنهم يعيشون حياة رغيدة تمكنهم من السفر إلى شتى أقطار العالم للسياحة والترفيه، وهم بلا شك أفضل من غيرهم عربياً على الأقل.الخلاصة أن جزءاً من شعب الكويت ونوابه على الرغم من العيشة الجيدة المستوى وتوافر المقومات الأساسية للحياة، سلك مسلكاً غير قانوني وسيئ جداً باقتحام المرفق العام ورمز الديمقراطية لأخطاء ارتكبتها الحكومة السابقة.في المقابل لدينا فئة كبيرة وعدد أفرادها يتزايد يوماً بعد يوم يعيشون أخطاء الحكومة، بل الدولة كاملة لمدة خمسين عاماً ملؤها التخبط وسوء التصرف تجاههم مباشرة دون أن يبدر منهم تصرف فج كاقتحام للمجلس، على الرغم من أن حياتهم صعبة ومستواهم التعليمي في أغلب الأحيان أقل من المواطنين، ودخلهم المادي سيئ، ومسكنهم ورعايتهم الصحية أسوأ، كل ذلك وهم لم يقوموا بشيء سوى المطالبة بحقوقهم الإنسانية الأساسية. أنا لا أتحدث عن حق الجنسية هنا، فهو موضوع متشعب واختلط فيه المستحق بمن لا يستحق نتيجة تخبط الدولة، ولكن كل ما أطلبه هو النظر إلى حقوقهم كبشر في الحياة الكريمة حتى إن كانوا مجرمين عتاة سفاحين وقتلة، وهم ليسوا كذلك في المجمل.إن المجرمين ممن يقبعون في سجون الكويت على خلفية أي قضية ينعمون بحقوقهم الإنسانية الأساسية لأنهم بشر، فلماذا نستكثر ذلك على من هم خير منهم لمجرد أنهم من "البدون"؟!لا أطلب منكم أن تحبوهم، بل كل ما أطلبه هو السعي معهم لنيل حقوقهم الإنسانية حتى إن اعتبرتموهم مجرمين، لست طالباً للمستحيل، بل ما أطلبه هو القليل.ضمن نطاق التغطية:قنابل غازية وتفريق بالماء واعتقال بحجة تطبيق قانون التجمعات الذي يحظر على غير الكويتيين التجمع، هل كانت هذه الممارسات ستمارس لو كان المتجمهرون أميركيين؟