لا يستطيع أي محلل سياسي أن يتنبأ بما سيحدث "غدا" في الكويت، فالمناخ السياسي ملتهب، وكل يوم خبر، وكل ساعة حدث، وكل دقيقة تصريح، وكل ثانية مواقف تتبدل!

Ad

الشارع السياسي في الكويت يعاني "طاقة فوق احتماله": اعتصامات، وتظاهرات، وتجمعات، مع العلم أن الأغلبية تعيش عيشة خمسة نجوم، والله يزيدهم من فضله، هل هم أناس "فاضيين" فقط يبحثون عما يشغلون به أوقاتهم؟ أم أن أسباب هذه التحركات مقنعة؟ فما الذي يحدث؟ أهو بطر؟

أسئلة تثيرها الأحوال المريبة والأحداث المثيرة في بداية تشكيل الحكومة، وبعد فترة بسيطة اكتشف أحد وزرائها أنه مريض! أسأل الله له الشفاء، وأصرّ- حفظه الله- على الاستقالة! ثم حدث ما حدث مع وزير التنمية السابق الذي كان نموذجا متميزا لعدم التضامن الحكومي، فهل لديه يد في الفضائح المليونية الأخيرة؟.

ثم كادت إضرابات النفط تحدث، وقبلها ما حدث مع المعلمين، والآن يقدم أحد أفضل الوزراء استقالته وبطريقة محيرة إثر تلويح نائب له بأوراق ومستندات معينة، أي أن كل نائب يلوح بورق أو مستند يجب على الوزير المعني تقديم استقالته!

احتمال أنه "حسبها صح"، فخشي أن يؤخذ "أخيذة الضحى" مثل الوزير السابق الذي تعرض لشبه استجواب، فالمعادلة غريبة عجيبة، فلأول مرة أرى أو أسمع بحكومة لا تواجه! ووزراؤها يتطايرون الواحد تلو الآخر، والله إن العاقل أصبح محتارا مع هذه الأوضاع العجيبة التي تمر بها البلاد، فلا يمكن لأي مخلص أن يفرح لهذه الأوضاع المزرية التي تتعرض لها حكومتنا.

أنا هنا لا ألوم نائبا يستخدم صلاحياته، إنما أتحدث عن وزير لا يواجه ولا يدافع عن نفسه، فهل تكون حكومتنا فاسدة؟ لا أظن، لكن لنقل إنها حكومة ذات حجة ضعيفة أمام البرلمان، حكومة لا تسند أعضاءها، حكومة تضطرب أحوالها مع أول مساءلة، والذي نعرفه هو أن الذي يتعامل مع منصبه بوطنية ويتمتع بحكمة وحنكة سياسية ولا تتدنس يده بتجاوزات مالية أو إدارية لا يخشى في الله لومة لائم.

الآن بعد استقالة الوزير المحبوب محمد صباح السالم تفتح الأبواب على مصراعيها أمام تكهنات عديدة، فهناك من يقول إنه خرج ليعود رئيسا لمجلس الوزراء، وهناك من يؤكد انتهاء حياته السياسية، والكلام كثير.

وفي حكومات لا تتعامل بشفافية مع مثل تلك الدروب الشائكة أتوقع غير المتوقع، وكأني أتخيل الوزير وتفكيره في أن ينأى بنفسه، وألا يؤخذ كما أخذ غيره "أخيذة ضحى"!!

* "أخيذة الضحى": هو من يصطاده أعداؤه في غفلة منه وقت الضحى.